كتب ـ مرشدي عبدالنبي
متحف المحنطات المائية الموجودة في القلعة يعتبره كل زوار القلعة أنه المدخل الرئيسي لها ورسم دخوله بجنيه واحد للمصري والاجنبي بـ 5 جنيهات.. علي الرغم من صدور القرار الوزاري رقم 619 لعام 2001 بإخلاء المتحف وتسليمه للآثار وتحديداً إلي قلعة قايتباي إلا أن القرار لم ينفذ.. المتحف من الداخل متهالك وأصابته الشيخوخة والجدران بدأت تتساقط والأرضيات الخشبية أصابتها الشروخ والاضاءة ضعيفة ولن يحدث أي ترميم له منذ الستينيات بسبب النزاع القائم بين الآثار والبحث العلمي منذ ذلك الحين.
أكد ياسر عرابي ـ مفتش آثار القلعة ـ أن وزارة البحث العلمي والمتمثلة في المعهد القومي لعلوم البحار حصلت علي المدخل الأصلي للقلعة والذي أصبح متحف المحنطات المائية بشكل ودي في أواخر الستينيات علي أساس أنه استراحة لهم.
أشار إلي أن المتحف هو المدخل الأصلي للقلعة وهو جزء أصيل منها ويعتبر من أهم العناصر المعمارية بقلعة قايتباي.
قال عرابي انه حدثت عدة مكالمات بين الآثار والبحث العلمي بعد صدور قانون حماية الآثار رقم 117 لعام 1983 لاخلاء المتحف وعودته للقلعة وحتي الآن لم يتم أي شيء مشيراً إلي صدور قرار وزاري رقم 619 عام 2001 باخلاء المتحف وتسليمه للآثار لعمل الترميمات خاصة أنه أصبح شبه متهالك. ولم يتم تنفيذ أي شئ.
أضاف عرابي أن المتحف حالته سيئة للغاية وآيل للسقوط لعدم حدوث أي ترميمات به منذ إنشائه مشيراً إلي أن القلعة رممت بالكامل عام 2004 ولم يتم اخلاء المتحف وقتها لعمل الترميمات لرفض البحث العلمي اخلائه.
قال انهم يعانون اعتقاد الزوار بأن تذكرة دخول المتحف شاملة دخول القلعة.
أضاف أن المجلس الأعلي للآثار قام بتشكيل لجنة فنية وهندسية عام 2007 لعمل معاينة للمتحف وأوصت بترميمه واخلائه وتسليمه للآثار.
أشار عرابي إلي أنه في حالة رجوع المتحف للقلعة ستتم إعادة منظومة التطوير بالقلعة.
أضاف وحيد إبراهيم ـ مدير عام الاثار الإسلامية بالإسكندرية ـ أن هناك العديد من الجهود تمت لحل النزاع بين البحث العملي والآثار بشأن نقل متحف المحنطات المائية إلي أحد المبنيين المقابلين التابعين لوزارة البحث العلمي. مشيراً إلي أنه تم رفع مذكرة للمجلس الأعلي للآثار من أجل إخلاء المبني المقام به المتحف لبدد أعمال الترميم لأنه يعتبر واجهة سياحية هامة لمدخل القلعة لا يجوز اهمالها.
أكد محمود عبدالمحسن ـ مدير متحف المحنطات المائية ..أن المتحف حقق في 3 أيام العيد السابق 38 ألف جنيه مشيراً إلي أن المجلس الأعلي للآثار رفض ترميم المتحف من حساب وزارة البحث العملي. مؤكداً أن المتحف له رواد كثيرون يحرصون علي دخوله والتصوير بداخله. مشيراً إلي أن المتحف يتضمن مجموعة من الاسماك الغضروفية مثل الحداية والوطواط والترسة مع طريقة وضع البيض ثم تغطيته بالرمال لتعود للماء حيث تساعد الحرارة علي قفص البيض وتخرج منه الصغار متجهة إلي البحر بحكم الغريزة. كما يتضمن المتحف قروشاً محنطه وعريس وعروسة البحر وأسماكاً عديدة محنطة.
وعن كيفية مراحل التحنيط قال عبدالمحسن في البداية يتم تجهيز السمكة وتصويرها للاحتفاظ بألوانها الاصلية "الطبيعية" ثم يتم تجهيز السمكة بتنظيفها وفرد زعانفها استعداداً لعمل قالب من الجبس لها ثم تفتح السمكة من أحد جانبيها لفصل الجلد عن الجسم واستخراج اللحم والاشلاء بداخلها بما فيها العيون والمخ حتي لا تتعرض السمكة للفساد وبعد التحنيط. ثم يتم فرد جلد السمكة علي القالب السابق للتحكم في عودتها إلي هيئتها الطبيعية بكامل مقاسها ثم يتم عمل معالجة لجلد السمكة كيميائياً من الداخل بوضع عجينة تحنط علي جلد وأماكن الزعانف والرأس ثم يتم حشو السمكة سواء بالجبس أو القش أو بالفم حسب نوع السمكة وحجمها لإعادتها إلي هيئتها التي كانت عليها قبل الفتح. ثم يقفل مكان الفتح بالخياطة ويعالج بالشمع بعدها ترفع السمكة من القالب ثم تترك لتجف في مدة أقل من أسبوعين وأقصاها شهران وتجري عملية ترميم للسمكة بعد الجفاف لمعالجة الأماكن الخالية بالعجينة ثم مرحلة فرد الزعانف بالكرتون حتي تجف مع السمكة والمحافظة علي شكلها العام مفروداً ثم يتم عمل عيون للسمكة من البلاستيك الشفاف وتلوينه ثم يعاد تلوين السمكة بعد موت الخلايا لاعادتها لألوانها الطبيعية ثم عرضها.
قال وائل محمد ـ أحد رواد المتحف .. إن المتحف يعاني تشققاً في الاخشاب الأرضية والحوائط قاربت علي التهالك والسقوط والاضاءة ضعيفة مشيراً إلي أنه كان يعتبره مدخل القلعة ولكنه فوجئ بأنه متحف المحنطات المائية.