◾يعد الحجر الصحي البيطرى بمثابة درعًا حقيقيًا لحفظ ثروات الوطن الطبيعية ومقدراته من الثروة السمكية بل وحافظًا للإقتصاد الوطني ومحفزًا لنموه أيضًا فى ظل تنامي التنافس التجاري الدولي فى قطاع الثروة السمكية وأنشطة إستيراد وتصدير الأحياء المائية وخصوصًا الحية و الطازجة.    

كما أنه يمثل إجراءً هامًا لإدارة المخاطر ونشاطًا رئيسيًا يجب مراعاته عند تطوير الإستراتيجيات الوطنية لإدارة صحة الحيوانات المائية حيث يمكن إستخدامه بشكل فعال لتحقيق الأمان الحيوي سواء على مستوى إنتاج المزرعة أو المسطح المائى المفتوح.

◾يتم تحديد المتطلبات الفنية لإنشاء مرافق الحجر الصحي البيطري على ثلاثة مستويات طبقًا لدرجة الخطورة من حيث عمليات النقل وممارسات التداول ومسببات الأمراض المحتمل إنتشارها فى البيئة الطبيعية سواء المساحات المائية المحددة مثل ( المزارع السمكية والمفرخات ومحطات التحضين ) أو المسطحات المائية المفتوحة مثل ( البحيرات والمرابي الطبيعية للأسماك ).

◾وبناءًا عليه فإن المستوى العام للمخاطر ( طبقًا لأنظمة قياس وتحليل المخاطر ) والمتمثل فى  الشحنة المحددة من الحيوانات المائية ينقسم إلى الآتى :

(1) الحجر الصحى " للأنواع عالية المخاطر" : مثل الحيوانات المائية التي يتم نقلها أو تداولها تجاريًا إما دوليًا من خلال عمليات الإدخال والنقل أو محليًا بين المناطق ذات الحالة الصحية المختلفة وذلك للأسماك والإصبعيات والزريعة واليرقات وغيرها من الأحياء المائية المخصصة للإستزراع السمكي  أو أغراض تنمية المرابي الطبيعية ومصايد الأسماك أو التطبيقات الأخرى ( مثل الأبحاث العلمية و الدراسات التجريبية ) حيث من المحتمل أن يتم إطلاق أو هروب أيا من الحيوانات المائية أو مسببات الأمراض التي قد تحملها إلى البيئة الطبيعية.

(2) الحجر الصحي " للأنواع الأقل خطورة" : مثل الحيوانات المائية المخصصة لتجارة الزينة وذلك لتحسين الأمان الحيوي للحيوانات المائية ( والتي تعتبر تجارتها ممارسة رائجة وإقتصادية ) حيث تتمثل أهمية هذا الإجراء فى حماية البيئة الوطنية المائية من خطورة ومنع تسرب مسببات الأمراض الغازية أو الوبائية من أنواع الأحياء المائية الدخيلة ( المستوردة ) على البيئة الوطنية .

(3) الحجر الصحي الروتيني : و ذلك للحيوانات المائية في منشآت الإنتاج ( المزارع السمكية والمفرخات ومحطات التحضين ) حيث يتم ذلك لقطعان الأمهات الجديدة قبل موسم التفريخ أو قطعان التفريخ الجديدة ( اليرقات والزريعة والإصبعيات ) المنتجة محليًا داخل منشآت الإنتاج أو الأسماك والزريعة واليرقات التى يتم صيدها ( بشكل قانونى مصرح ومسموح به ) من بيئتها الطبيعية أو الحيوانات المائية الأخرى.

◾وفى كل الأحوال وتحت جميع الظروف تكون حركة تلك الأحياء المائية مشروطة بإجراءات إضافية وأكثر صرامة لإدارة المخاطر ويتضمن ذلك إستخدام مخزون محدد أو قطعان خالية من مسببات الأمراض ، والشهادة الصحية المعتمدة دوليًا ، والحجر الصحي خارج الحدود ( فى الدولة المصدرة )  والحدودي ( فى الدولة المستوردة ) وغيرها من إجراءات التجارة الدولية و المتطلبات الوطنية.

◾لذا يتضح أهمية تطوير برنامج قومى وضرورة تنفيذ إستراتيجية وطنية تتفق ومثيلاتها دوليًا للحجر الصحي البيطري لإدارة صحة الحيوانات المائية من خلال دليل تنفيذي وطني يتضمن ما يلى : 

- مشاركة العلماء المتخصصين والأطباء البيطريين العاملين ميدانيًا فى قطاع الثروة السمكية وصانعى السياسات الحكومية تحت مظلة الجهاز الوطنى المسئول وصاحب السلطة المختصة. 

- التقييم المستمر لإحتياجات وقدرات الحجر الصحي البيطرى للحيوانات المائية وتنفيذه              بطريقة فعالة فنيا وأيضًا من حيث التكلفة الإقتصادية والعائد الإستثماري. 

- التكامل ضمن إطار إستراتيجية وبرامج الأمان الحيوي الوطنية للأحياء المائية والمسطحات المائية المحددة والمفتوحة ( الداخلية كالبحيرات والمشتركة كنهر النيل ). 

- تقديم الإرشادات والتوجيهات المفيدة للجهات المشاركة بالمسئولية وأطقم الأطباء البيطريين المتخصصين والفنيين المساعدين وأصحاب المصلحة من القطاع الخاص.

- متطلبات ونماذج إنشاء مرافق الحجر الصحي البيطري الفعالة وإحتياجاتها من العناصر البشرية والوسائل والأدوات الملحقة وبروتوكولات تشغيلها اليومية.

أعدته للنشر / أسماء سمير

إشراف / د. أماني إسماعيل

مدير عام الإدارة العامة للعلاقات العامة