كلما زاد إحساس الإنسان بالخطر زاد تعلقه بالحياة وانتصرت لديه الرغبة فى تجاوز أزماته والتغلب عليها ، ففى كينيا يستضيف برنامج الأمم المتحدة للبيئة هذا الأسبوع فى مقر الأمم المتحدة وفودا من 195 دولة لبحث إصدار أول اتفاقية تاريخية لمواجهة مخاطر البلاستيك، والحد من انتشاره على غرار اتفاقيتى تغير المناخ والتنوع البيولوجى، والانتهاء منها خلال عامين لإقرارها بشكل نهائي بهدف مساعدة الدول على وضع سياسات وتطبيق برامج فعالة لرصد ومواجهة تسرب المواد البلاستيكية فى كل مكان ، حتى إن المحيطات وحدها تستقبل نحو 11 مليون طن سنويا، كما تستضيف دولة الإمارات اجتماعا إقليميا على مستوى رفيع يضم إلى جوار المسئولين خبراء المناخ من المنظمات الدولية، لبحث تفعيل اتفاق باريس ومؤتمر جلاسجو بهدف خفض درجة حرارة المناخ بدرجة ونصف مئوية، والاجتماع هو واحد من سلسلة اجتماعات إقليمية دولية تغطى العالم، وستخرج تقاريرها وتوصياتها جميعا لتصب فى مؤتمر شرم الشيخ فى نوفمبر القادم 2022.
هذا إلى جانب البلاستيك والمناخ هناك اهتمام دولى كبير بقضية نقص المياه العذبة لاسيما فى حوض البحر المتوسط الذى يعد من أكثر الأقاليم الجافة فى العالم، حيث لا يوجد به أكثر من 3٪ فقط من موارد المياه الدولية، ويعيش فيه أكثر من 50٪ من الذين يعانون فقر المياه فى العالم ، فينظم برنامج دعم المياه والبيئة بالاتحاد الأوروبى دورة تدريبية عبر الإنترنت لترويج ثقافة المياه لأهميتها فى الحفاظ عليها. كل هذه الأنشطة وغيرها نقاط ضرورية قادرة على هزيمة دخان المعارك والصراعات وتوحيد الجهود الإنسانية لفرض واقع أفضل.