مفهوم إعادة الهندسة
أ.د. ماهر الصواف
ظهر مفهوم اعادة الهندسة في السبعينيات(1979) وكانت البدايات بالشركات الامريكية ثم اليابانية وكان من نتيجة الاوضاع الصعبة التي مرت بها الشركات خلال النصف الاخير من عقد الثمانينات حيث تم  تقديم اعادة هندسة نظم  العمل Business Process Reengineering  كأسلوب اداري كما أطلق عليه أيضا الهندرة وهي عبارة عن كلمتي (هندسة وادارة ) وهي في الواقع ترجمة للمصطلح الانجليزي Business reengineering   الذي يعني اعادة هندسة الاعمال
 
ويقصد بإعادة الهندسة إعادة التفكير في العمليات وإجراء تحسينات شاملة  مستمرة دون الاكتفاء بإجراء تحسينات تدريجية أو معالجات جزئية ، وتعمل علي إعادة تصميم جذري وسريع للعمليات ذات القيمة الإستراتيجية بهدف إحداث طفرات تحقق قيمة إستراتيجية مضافة Strategic value added بل أكثر من ذلك من خلال تحقيق قفزات دراماتيكية Dramatic Break Through على أقل تقدير كما يقول دعاة المفهوم الجديد .
وتتعدد تعريفات إعادة الهندسة نكتفي ببعض منها :
فيعرفها البعض بانها وسيلة منهجية تقوم علي اعادة البناء التنظيمي من جذوره وتعتمد علي اعادة هيكلة وتصميم العمليات الاساسية بهدف تطوير جوهري وطموح في اداء المنظمات يكفل سرعة الاداء وتخفيض التكلفة وجودة المنتج
ويبين جيفري ان لويونثال انها اعادة التفكير الجذري وتصميم العمليات التشغيليةوالهيكل التنظيمي والتي تركز علي الكفاءات الجوهرية للمنظمة لتحقيق تحسن هائل في الاداء التنظيمي
اما هامر وتشامبي مؤسسا اعادة الهندسة فيعرفانها بانها ( إعادة التفكير بصورة جادة وأساسية في عمليات المنظمة وإعادة تصميمها بشكل جذري لتحقيق تحسينات جوهرية وفائقة وفورية في معايير الأداء الحاسمة مثل التكلفة والجودة والخدمة والسرعة .
وإعادة الهندسة طبقا لذلك المفهوم تعني البدء من جديد إي نقطة الصفر وليس إصلاح وترميم الوضع القائم أو إجراء عمليات جديدة تترك البني الأساسية كما كانت علية ، كما لا يعني ترقيع الثقوب لكي تبدو  بصورة أفضل بل يعني التخلي التام عن إجراءات العمل القديمة الراسخة والتفكير بصورة جديدة ومختلفة في كيفية تصنيع المنتجات أو تقديم الخدمات لتحقيق رغبات العملاء .
ومما سبق يمكن القول أن إعادة الهندسة تقوم على الركائز التالية:
1- إعادة بناء العمليات الإدارية:
وتشبه عملية إعادة البناء هنا إعداد الموازنة الصفرية التي تعيد النظر فيما هو موجود من عمليات إدارية، وهل تتماشى مع التطوير والتحسين، أم يجدر بنا التخلي كليا عن هذه العمليات الإدارية وبناء وتصميم عمليات إدارية أخرى جديدة تضمن أن يكون هناك تجديد وابتكار في أداء العمل وليس مجرد تحسين.
2- الوصول لأٌقصى قيمة مضافة:
أداء الأعمال بطريقة سليمة ومختصرة ومركزة، بحيث لا يتم إهدار الوقت والجهد والموارد، والوصول إلى أن تحقق كل عملية إدارية أقصى قيمة مضافة ضمن إطار إنتاج السلعة أو تقديم الخدمة.
3- الاستخدام الأمثل للموارد البشرية:
يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن أي تطوير لن يؤتى ثماره في المنظمة من غير الاستخدام الفعال للعنصر البشري وياتي ذلك من مشاركة العاملين في كل القرارات وتمكينهم وتوجيه ثقافتهم نحو التغيير الذي تنطوي علية عملية إعادة الهندسة.
4- الاستخدام الأمثل للهيكل التنظيمي :
ويعتي تجنب وجود هيكل تنظيمي مترهل ومتضخم تضيع فيه المسئولية، وتتداخل الاختصاصات والتنازع المستمر بين المستويات الإدارية المختلفة علي المهام والواجبات.
5- الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات:
والتي تساعد علي تحقيق الجودة – السرعة – التكلفة.
6- التحسينات المستدامة :
وأخيرا يجب ان تضمن عملية إعادة الهنسة  التحسينات المستدامة في التكلفة والجودة وسرعة الإنجاز وليس فقط تحسينات وقتية .

PLAdminist

موقع الإدارة العامة والمحلية- علم الإدارة العامة بوابة للتنمية والتقدم - يجب الإشارة إلى الموقع والكاتب عند الاقتباس

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 633 مشاهدة
نشرت فى 19 يوليو 2019 بواسطة PLAdminist

عدد زيارات الموقع

740,915

ابحث