نتيجة لمعرفة هبوط بشر قبل آدم فهذا معناه إن الأرض كانت متطورة جدا وقد تكشفت لنا أسرار عديدة فكل نقص في المعلومات لدينا نسبناها إلى قوى فوق طاقتنا ومقدرتنا وبالتالي سكتنا عنها وإستسلمنا لذلك
فمثلا : من كان في الأرض قبل آدم ؟ إخترع لنا المفسرون (الجن والبن ) أما الجن ففهمناها وأما البن فهؤلاء مخلوقات في خيال المفسرين وضعوها لنا هكذا كحل للإشكالية وحتى لانسأل فهم أهل العلم وأهل المعرفه وليتهم ساروا على قاعدة من قال لا أدري فقد أفتى لكانوا تركوا الباب مفتوحا أمام الإجتهاد حسب مايقع على أيدينا من معلومات
.....
وأما حفر بئر زمزم كمثال والذي هو يعتبر قمة في التطور العلمي الذي إستطاع أن يحدد لنا مسار الماء داخل الأرض ثم القيام بقطع فتحات في الصخر لايمكن أن تتم إلا بأشعة ليزرية أو نحوها
قالوا لنا إن جبريل ضرب بجناحه الأرض فنبع الماء ........ياسلام هكذا من يستطيع أن ينكر على جبريل مقدرته على صنع المعجزات ؟ طبعا لا أحد ومن سيعارض ؟ لا أحد فمن عارض سيجد التكفير منتظرا ومترصدا له
وهكذا ياسادة إن هناك العديد من هذه الأمثلة التي جعلتنا نعيش في إنفصال تام بين الدين والعلم
وكانت التوراة هي الأساس في جميع الإشكاليات التي وقعنا فيها ففي حين القرآن نزل وفيه من الآيات التي تبطل تلفيقات اليهود إلا إنا للأسف لجأنا منذ البداية لتفسيرات اليهود فقصة آدم وأبناء آدم مذكورة هكذا في سفر التكوين بنصوصها فجاء القرآن بالقصة الحقيقيه ولكن للأسف لنقص المعلومات عند المفسرين قاموا بتفسير هذه القصص إستنادا على اأقوال اليهود
فكمثال قصة خلق البشر وقد ذكرناها بالأعلى وهناك العديد من الأدلة الشرعية على ذلك ولكن لنأخذ قصة هابيل وقابيل وأذكرها بالموجز البسيط
فإن الله سبحانه وتعالى يقول ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)
فهما أبناء آدم بالحق أي ليس من صلبه المباشر وقال صلى الله عليه وسلم ( حَدَّثَنَا الْأَعْمَش عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُرَّة عَنْ مَسْرُوق عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تُقْتَل نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى اِبْن آدَم الْأَوَّل كِفْل مِنْ دَمهَا لِأَنَّهُ كَانَ أَوَّل مَنْ سَنَّ الْقَتْل " وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَة
وهذا معناه إن هناك ابن آدم الأول وماذا نفهم من الأول ولماذا لم يقل ابن آدم وصمت عن الباقي
إن الله يصحح لنا القصة الموجودة بالتوراة وأرجعوا لسفر التكوين فليس هناك إسم لقابيل وهابيل أو حتى لقابين أو هابين فهي من سفر التكوين وليس هناك ذكر لقصة زواج الأخ من أخته وإنما المفسرين أخذوها أيضا من نفس المصدر وبدؤا في الإتفاف حول التفسير وقال فلان وفلان عن فلان
في حين قال الإمام البخاري حول قصة الزواج هذه الباطلة (ولايصح شيء من قصتهما ) لأنه لايجوز في شرع الله أن يتزوج الأخ من أخته فالله قد حرم زواج الرضاع فكيف يسمح بزواج الأخوان وللأسف كلما وقع المفسرون في إشكالية قالوا إن ذلك جائز في شرع ماقبلنا وهكذا أغلقوا الباب علينا فهو إرهاب فكري وليتهم ساروا على قاعدة من قال لا أدري فهو عالم
وللأسف جعلوا الله كأنه أخطأ فغير شريعته وقام بتغير رأيه (سبحانه وتعالى ) فبعد أن سمح بشيء إستدرك بعد ذلك وصححه سبحان الله (فكر الإنسان منغلق على ذاته وكأنه هو الذي بإمكانه فهم كل شيء والتعالى عند عقل الإنسان يرفض أن يقول لا أدري فكلنا جهابزة وعلماء )
إن دين الله الإسلام لكل الأنبياء ورسالة الأنبياء جميعهم واحدة وشرع الله واحد وأنظروا إلى الأقصى وشاهدوا إلى أين يتجه محرابه بل وراجعوا الكنايس القديمة وقولوا إلى أين تتجه محاريبها فتلك محاريب وليست مذابح وإنما قالوا عنها مذبح لأشكالية في سوء فهمنا سيتضج لاحقا
وأنظروا إلى مسجد الخليل ومن بناه ؟
إنه إبراهيم عليه السلام أليس كذلك ؟
إذن أنظروا إلى محرابه وإلى أحجاره الضخمة لقد تم بناء مسجد الخليل والمسجد الأقصى بنفس التقنية المتطورة لبناء الأهرامات بل هناك صخور في مسجد الخليل أكبر عشر مرات من الأهرامات والسؤال هل تلك الفترة كان الخليل ينتقل من الشام إلى مكة بالبراق كما قال ابن كثير ؟ لا ياسادة تلك حضارة كانت أشد منا قوة والقوة كانت في العلم
ونكمل لاحقا
ساحة النقاش