لماذا هاجر النبى صلى الله عليه وسلم ؟
مكث النبى صلى الله عليه وسلم فى مكة بعد نزول الوحى 13 سنة دعا خلالها قريش والبلاد التى حولها للإسلام فما أسلم معه إلا قليل ولك أن تتخيل أن عدد المهاجرين الى المدينة لم يصل الى 100 مهاجر.
وخلال هذه السنوات مارس النبى صلى الله عليه وسلم كل أساليب الدعوة والصبر وتفنن فى التأثير على قريش فما كان إلا أن إستهزأوا به وسبوه وضربوه وحاصروه وطردوه وقتلوا بعض أصحابه بل خططوا لقتله ولكن الله أخبره ونجاه .
وبعد هذه السنوات الطويلة وهذا العدد القليل من المؤمنين خشى النبى أن يكون قد قصر فى الدعوة لدين الله فخرج للطائف التى تبعد حوالى 90 كم ليدعوا أهلها فشتموه وضربوه
وهنا تدخل الله سبحانه ليثبت رسوله ومن معه أنا فتحنا لكم قلوب أهل يثرب...
فإن كانت قريش رفضت الاسلام فالمدينة تفتح لكم قلوبها قبل أبوابها فهيا الى المدينة أنت وأصحابك
آلام الهجرة وآمالها
لم تكن الهجرة ولن تكون فى أى زمان سهلة محببة الى النفس بل دائما يصحبها آلام فراق الاهل والوطن والديار وآلام فراق العمل والمال وآلام فراق الذكريات وآلام ترك الاصحاب والخلان .
ومع تلك الآلام توجد آمال وطموحات
فالمدينة يسكن الايمان قلب أهلها وفى المدينة الامن والامان للمؤمنين وفى المدينة توجد الاخوة الصادقة بين المهاجرين والانصار وكذلك ستكون المدينة مركزا لنشر الدعوة وإيصال الاسلام للعالم أجمع .
وهجرة اليوم......
وإن كانت من المعصية للطاعة فهى أيضا بها آلام وآمال ..
أوليس ترك الذنب ألم ؟!
والبحث عن توبة صادقة وأصحاب صالحين أمل ؟!
أوليس محاربة المفسدين والمنافقين ألم ؟!
وإصلاح الأمة والوطن أمل ؟!
هجرة اليوم
وقد يسأل سائل ..
وهل يوجد اليوم هجرة ؟ وهل يمكن أن أهاجر اليوم كما هاجر النبى وأصحابه فآخذ ثواب المهاجرين ؟
يقول النبى صلى الله عليه وسلم : " لا هجرة بعد اليوم .. إنما جهاد ونية " فمعنى الهجرة اليوم ليس كالأمس فاليوم عشرات البلاد الاسلامية فأين الهجرة إذا ؟!
ولكن النبى يعلمنا أن من أراد ان يأخذ ثواب المهاجرين فليكن من المهاجرين الجدد الذين قال عنهم الحبيب صلى الله عليه وسلم : " المهاجر من هجر ما نهى الله عنه "
فهجرة اليوم من الذنب الى الطاعة
هجرة اليوم من الجهل الى العلم
هجرة اليوم من البعد عن الله الى القرب من الله واللجوء اليه
هجرة اليوم من صحبة السوء الى صحبة الخير
فهيا ..ألا تحب أن تكون من المهاجرين الجدد
ساحة النقاش