بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

المجنون المتمـــرد !!

قــــــــــال :

إشراقه العين عادلت كفة الدنيا .. وبسمة الثغر علمتني روعة الهوى .. ولقد تجردت من عباءة الاتزان وقلت لنفسي كفى .. ونسيت الهم حين قالت يا صاحبي أنسى .. هجران لأحزان كادت أن تمثل السجن طوال المدى .. والنفس في يأس تقول إلى متى ومتى ؟ .. لقد تعقدت الأحكام يوم أن نسجوا الالتزام بين الورى .. فكانت تلك السياج حول السياج التي تقيد الشوى .. أراد أن يتحرر من قيود العرف التي تمثل ألوان الجوى .. فتلك الحياة هي سلاسل وقيود لكل من يروم العلا .. ولا تحلو حين تحلو إلا مع الرفاق أهل الهوى .. فكم من جامح يلزم الصبر حبالاً ثم يخرسه الصبر إذا بكى .. وكم من كاتم يكتم الآهات في الجوف بمقدار يجلب الأذى .. ثم لا ينال الثناءً والإشادة على دمعة يهدرها فوق الثرى .. وعندها يتحرر طليقاً من سياج الاتزان بين أهل القرى .. يتمرد جنوناً ثم يرتاد الانفلات ليقال عنه ذاك الفتى .. فإن شاء يرتاد المساجد تعبداً وإن شاء يهجر العبادة بالضحى .. فلا لائم يلام حين يخطو خطوةً العقلاء ولا لائم يلوم حين يعكر صفاء الندى .. وقد يضحك دون أسباب يلزم الضحك وقد يبكي لمجرد النظر للعصا .. يخرج عن الأعراف تعمداً ولا يرى العيب إذا صاح كالكلب وعوى .. يفتقد المناعة والملامة بأعذار يرددها الصدى .. ثم تشير إليه الأنامل وتقول ذاك الفتى إما كذا وإما كذا .. كما يقول السفهاء عنه تلك جريرة الحشمة إذ فاقت حد المستوى .. جدل يجلب العجب بين الناس حيث لا عاقل ينال الرضا ولا مجنون يتنعم بالكرى !.. يعاب العاقل إذا جاهر بالرقص مازحاً وترنم بالغنى .. وقد لا يعاب المجنون إذا ماطل في الحق ثم كان أضل وأعمى !.. يفعل ما يشاء دون ملامة فهو ذلك المعذور كيفما انضوى ..لا كابح يكبح سلوكه ولا زاجر يزجره بمقدار الهجا .. إذا شاء يتقدم الصفوف مبشراً ومهللاً وإذا شاء يتخاذل عند المنحنى .. فما قيمة الصيت لمجنون يماثل الفرع إذا تميع وانثنى ؟.. رجاء لأمطار في غير موسمها وإهلال لهلال يتردد في الخطى .. لقد تراهنوا على نافر متمرد لا يذهب الظمأ كما لا يزيل عن العين القذى !.. يخلو من صفات الفوارس حيث لا بيض السيوف ولا سمر القنا .. يتجرد متحايلاً بقلة عقله وهو بقيمة عقله أدرى .. معفي من ملزمات الواجب حين يرتاد الهوى ثم يأبى .. ذكاء أم غباء ذلك المجنون حين يتعمد السفر في مجاهل النوى ؟.

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 169 مشاهدة
نشرت فى 11 يونيو 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

807,179