بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

تلك الجبال صــــابرة لحكمة !!

الغد قد يتفق مع الشمس في شروقها وغروبهاً .. ولكن قد لا يبشر بمنهج العدالة .. وتلك ملامح لهياكل الأصنام في الماضي .. عودة لهبل واللات والعزى .. ونرى الجبال ثم نحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب .. نراها خامدة مذهولة تلتزم الصمت .. ولكن يقول الحكماء أن ذاك هدوء يسبق العاصفة .. جبال تتحمل وتصبر وتلتزم الصمت حتى لا تكون الفتنة .. والأهم من ذلك أنها تبحث عن ضالة الحكمة .. وهي مرحلة تنقيب وتمحيص أوجدت السانحة لجهلاء القوم .. الذين يظنون أن الصمت والسكوت يمثل الخضوع والاستلام حتى الركبة .. فيجاهرون بالأهواء قولاً وفعلاً .. وهو اجتهاد من لا يوافقهم الصواب أبداً .. والمجتهد كمن يظن السكوت قبولاً !.. يفحص الصمت بالإشارات ثم يرقص طرباً !.. ويظن أن من يتعامل مع تلك الإشارات هو ذلك الفاقد للحواس والإحساس .. يريد البعض أن يرتد الآخرون عن السبيل .. وذاك جدل يرفضه الرافضون ويقبله القابلون .. ثلة من الأولين وقليل من الآخرين .. ولكن تتمثل الإرادة الحقيقية في السواد الأعظم الذي مازال يراقب الأحداث عن كثب .. ثم يقف عند الحياد متأملاً لحظات العقل والتعقل .. وحينها قد يلتقي الكل عند ساحة الصواب .. ثلة من الأولين وثلة من الآخرين .. والواقعة الحالية تماثل الزلازل العنيفة .. تلك الزلازل التي تتمادى بهزات الارتداد بعد كل دقيقة .. وكلها عيوب تنذر بالوبال .. والموجع في الأمر أنها تماثل المناخل التي تسقط الصالح وتبقي على الطالح .. بقدر يجعل الحواس تواكب الأحداث في حيرة .. فالآذان تواكب أقوالاً ما كانت تخطر على البال .. ولا يصدقها الخيال !.. والأعين ترى وتشاهد أحداثاً فوق معدلات المعقول .. ولكن مهما تكون شدة النوازل فلا يمكن العودة لمراحل الصلاة مكاءاً وتصدية .. فلا بد من حدود وحواجز تعلن إشارات الخطر وتقول : ( حتى هنا وكفى ! ) .. وهي نقطة الواجب شرعاً وديناً .. فلا بد أن تقف عندها خطوات الارتداد مهما تكون شدة الزلازل .. تلك الزلازل التي بالغت الحد بدرجة الزوايا المنفرجة !.. وهنالك من يجاري تلك الزوابع لمجرد الجهل بالحقيقة .. فهؤلاء كحال من يحملون نعشاً في طريقهم إلى المقابر فيقال لهم ذاك نعش ليهودي نجس فيقذفون بالنعش على الأرض !.. ويقولون في أنفسهم لقد حملنا النعش على جهل وجهالة ثم قذفناها عندما علمنا الحقيقة !.. وبالتأكيد سوف تأتي لحظات على الناس حينها سوف يدركون الحقيقة .. وسوف يقولون كيف بعد العزة والكرامة نبتغي المهانة ؟.. وكيف لنا أن نعود لشفا الحفرة وقد أنقذنا الله منه ؟.. وهل يجوز للعصر أن يبهرنا لنرتد عن السبيل ؟.. وتلك علامات الصمود تبشرنا بنعمة الإيمان والتقوى .. كما تبشرنا بتلك الجنة .. وهنالك علامات الفلاح تراوغ الأمة .. فذاك المكان المقدس قد أختاره الله على حكمة .. ثم ذاك الزمان كان منه على فترة .. ثم ذاك الرسول الكريم أرسله الله ليختم الرسالات جملة .. أوصاف من الكمال تتفاخر بها الأمة .. ومع ذلك نرجع ونقول أن للكون سنن .. ومنها ذلك الصراع بين الهدى والضلال .. فقد ينادي المنادي بالارتداد والردة ؟.. وحينها قد يلبي أهل الضلال والهوى .. بينما يرفض النداء أهل الإيمان والتقوى .. والعزاء الذي يفرح قلوب المؤمنين هو أن العاقبة للمتقين .. وتلك الصفحات البيضاء في الدنيا قد يلوثها الملوثون .. وقد يطهرها المطهرون .. ولكن في نهاية المطاف فإن الكل يحمل مغبة الأعمال والأفعال .. إما جنة يوم القيامة .. وإما حسرة يوم القيامة .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 249 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2018 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

806,749