جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا ...!!
جولات الظلم قد طالت وتعدت المعقول .. وكبائر الجريرة قد فاقت الحدود .. والعدالة أصبحت مشنوقة وحول عنقها ذلك الحبل المشدود .. لا قائل ينادي بالإنصاف والعدل .. ولا زاجر يزجر بقوة العقل .. ولا مستنكر يستنكر لمجرد الفضل .. غاية المقدرات لنا هي رميات من الحجارة .. وردود الأعداء لنا هي صفعات من القتل والرجم .. مشهد يتكرر في ساحة المسلمين لعقود وعقود .. وقد أصبح إدماناً في تعاطي الخزي والعار !. والأمة تشهد يومياً أشلاء الشهداء وهي تعانق الثرى .. ثم تسمع زغاريد الغاصب المعتدي الذي يجاهر بالظلم رغم أنف الورى !.. والعالم يرى المشهد ويسترق السمع .. ومع ذلك فإن الكل يكتفي بالصمت كما يكتفي بالإذلال .. والحادبين بأمر الأمة إما سامع يدعي الصمم .. وإما شاهد يدعي العمى .. وإما فصيح يدعي البكم !.. والكل يتراجع ويتغافل عن الأمر ضعفاً وتخاذلاً .. ويواصلون مشاوير الحياة بالتخطي فوق جثث الضحايا !. لا حياء ولا استحياء من مغبة المذلة !.. ولا خوف من عقاب قد يطالهم من رب السماء .. وكأن شيئاً لا يحدث في ساحة الأمة !.. ويا ليتهم يكتفون بمجرد الصمت والتخاذل .. بل أن البعض منهم يرى الجلاد بطلاً .. ويقول مجاهراً بخسة ودناءة ( يا ليت أصحاب الحق يتنازلون عن الحق ويسكتون عن النضال ! ) .. يريدون بذلك القول أن ينالوا الثناء والرضا من عدو مغضوب عليه من رب السماء !.. فهؤلاء يخافون من الأعداء أشد خوفاً من عقاب يوم الجزاء .. يريدون عرض هذه الحياة الزائلة حيث العدو الذي يمنيهم بطول البقاء .. ويجهلون أن الله إذا أراد شيئاً إنما يفعل ما يشاء .. ولو قال الله بهلاكهم فلا تنفعهم حصون الأعداء .. والذي يرتجي منفعة المخلوق ويستغني عن منفعة الخالق فهو ذلك الخاسر المبين .. والشيطان دائما لهم بالمرصاد .. يقول لهم أحرصوا على مكاسب الدنيا فأنتم على شفا الإفراط إذا عاديتم الأعداء !.. كما يزعم لهم بأنه صاحب أسرار يدرك جيداً حقائق الأشياء .. ويقول لهم : ( أنا أعلم منكم وحسب علمي لا يوجد فوق وجه الأرض أقوى من هؤلاء ! ) .. وعند ذلك يخاف المرجفون .. تتوجس قلوبهم رعباً .. وترجف أوصالهم .. وتنهار هيبتهم .. وتخف قيمتهم .. ويصبحون أوهن من الورقة فوق صفحة الماء !.. تلك الورقة التي تحركها مجرد هبات من الهواء !.. لقد هانوا واستذلوا حين طلبوا العزة والكرامة في غير الله .
عندما يتناول التاريخ سيرة هؤلاء الأعداء يتساءل الناس في حيرة : ( لما كان ذلك النازي هتلر يبيد هؤلاء بحرقهم في أفران الغاز ؟؟ ) .. فإذا بأفعال هؤلاء المجرمين في ساحات المسلمين اليوم تبرر الإجابة !.. فهؤلاء قوم لا يخافون الله .. ولا يرون غيرهم أحق بالحياة بين الأحياء .. وقتل الإنسان لديهم أهون من قتل الذبابة !.. وذلك النازي المجرم هتلر قد علم بطريقة ما أن صفات الشر والشرور والأحقاد والغدر والخيانة تجري في دماء هؤلاء !.. لا يهمهم قتل الرجال .. ولا يهمهم قتل النساء .. ولا يهمهم قتل الأطفال الأبرياء .. ولا يهمهم قتل أي شخص فوق وجه الأرض لا يجاريهم الأهواء .. فهم يمثلون أشر الناس بين كل خلائق الأرض .. وأجرم الناس بين البشر الأحياء .. أفعالهم وصفاتهم ومؤامراتهم وغدرهم ومكائدهم تبرر تلك المعاملة القاسية لهم من قبل النازيين المجرمين .. والتاريخ يؤكد أن النازية مثلت أفظع أنواع الإجرام بين البشر فوق وجه الأرض .. وهؤلاء الغاصبون يأتون في المرتبة التالية مباشرةً في الإجرام بين صنوف البشر .. لا خير في هؤلاء ولا خير في هؤلاء .. ولكن العزاء الوحيد أن قوة الإجرام والفتك لم تمكن النازية أن تسود على العالم بأفعال الشر والشرور .. وكذلك فإن أفعال الشر والشرور لهؤلاء المجرمين لن تمكن أن يسودوا على الآخرين في يوم من الأيام بإذن الله .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش