بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

مــاذا نقـــــول حيـــن تشـــطح العقـــــول ؟؟

مشهد لا يفلح معه الإدعاء .. ولا يليق بكل مخاطر .. ولا تصدق فيه نبوءة كل مجتهد .. فنعت النبوءة يهدى من الخالق ولا ينال بالتمني .. والأنبياء صفوة مختارة .. يمثلون قمة الارتقاء في معايير البشر .. ولكن التطاول قد أصبح سمة من سمات هذا الزمن .. والبعض يتعدى حدود المعقول الذي يوافق العقل والمنطق .. وكان السكوت أجدى لو أن ذلك التعدي يجاري مقدرات البشر فوق وجه الأرض .. ولكن البعض يتمادى في الإدعاء بالقدر الذي يجلب العجب .. فيخوض في غيب يمس مشيئة السماء !.. حيث يكني ذاته بأنه من الأولياء والصالحين .. فيقول : أنا ولي من الأولياء وبالأمس تكلمت مع سيد الأنبياء !! .. والموقف ليس في رؤيا أو في منام .. ولكن جهارا وعيانا كما هو الحال بين إنسان وإنسان ! .. ويقول كنت بالأمس مع الخضر ذلك الولي العليم .. وقد قال لي كذا وكذا .. ثم تطول القائمة .. ليقول كنت مع سليمان عليه السلام .. وكنت مع موس وعيسى عليهما السلام .. ثم المعية مرات ومرات مع الكثير من الأنبياء والرسل ! .. يتمادى في الإدعاءات وكلما يتمادى يزداد الأتباع الذين يقدسون ذلك الولي المزعوم .. وهو ما يزال يزعم ويجاهر بالكرامات .. والبعض قد يتلهف ليتناول قبضة تراب من موضع قدم ذلك المدعي الخادع !.. ليمسح بها الجسم تبركاً وشفاءً .. يتكدسون حوله ويفشون عنه القصص التي تؤكد بلوغه المرام .. بل الأخطر من ذلك فإن الأتباع قد يؤلفون الكثير والكثير من الكرامات ثم ينسبونها لذلك الولي المدعي بغير فقه وإسلام ودين .. وقد تكررت نسخ أولياء الزور في البقاع والأرياف .. حيث يقال الولي الفلاني في منطقة كذا وكذا .. وحيث يقال الشيخ الفلاني صاحب اليد الملحقة بالكرامات في منطقة كذا وكذا ! .. يسافر إليهم الأتباع من مناطق أخرى .. تلك الصور البدائية المتخلفة التي تتفشى عادة في المجتمعات الأمية الغير ثقافية .. حيث هنالك تتجلى ضحالة العقول والأذهان .. وأصحابها يتصدون بجهالة للدفاع عن أولياء الدجل والإدعاء والزور .. يحدث كل ذلك في عصر العالم فيه يتنافس في مجالات العلوم والثقافات والتكنولوجيا الحديثة وأغوار الفضاء !.. يقال للأتباع أن القرآن الكريم يقول كذا وكذا .. فيقولون : بل أن شيخنا الجليل يقول كذا وكذا !.. ويقال لهم أن السنة النبوية الشريفة تقول كذا وكذا .. فيقولون بل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لشيخنا كذا وكذا جهارا وعياناً !! .. وقد صدق من يقول أن الأحمق هو من يجادل الحمقى .. كما صدق من يقول أن الجاهل هو من يواكب ويجاري الجهلة .. ومثقال علم وفقه وثقافة أفضل مليون مرة من قنطار جهل وجهالة .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 184 مشاهدة
نشرت فى 27 نوفمبر 2017 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

764,460