جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخـــــــــــــــوة الأعــــــــــــداء !!
صور لمواقف تجلب العجائب .. في الماضي في أزمان الفطاحل كانت القوة والعزة تتمثل في رجال يشكلون الأركان الفاعلة لثوابت الأمة .. ملوك وقادة ورؤساء .. الذين كانوا يؤكدون ثوابت الأوطان .. كما كانوا يؤكدون ثوابت العروبة والإسلام .. وكانوا يتواصون بالصبر ويتواصون بالمرحمة .. وهم أصحاب قرارات صائبة كانت تدعم توجهات الأمم والشعوب .. تلك الرموز القيادية التي كانت تتمتع بعزة النفس التي تعني عزة الأمة .. وتتصف بصلابة المواقف التي تعني صلابة الأمة .. كانوا ينعتون بأنهم أصحاب عقول ماهرة نافذة وواعية .. تلك القيادات التي كانت تعمل ليلا ونهارا من أجل إسعاد ورفاهية وكرامة الشعوب وتوجهاتها .. والأمة كانت تعلم جيداً أنها تحت قيادات واعية ومدركة .. وتحت إرشادات عمالقة أصحاب عقول نافذة .. تلك الرموز التي كانت تحمل معاني الوطنية بصدق وإخلاص .. وتلك المواقف البطولية لقادة الأمة كانت تؤكد متانة العروة بين الأشقاء .. فكانت الأمة تنام قريرة الأعين وهي تعلم علم اليقين أنها في حصن من كيد الأعداء .. تلك الأزمان البطولية التي ولت دون رجعة .. حينها كانت للرمزية طعم ومذاق وفوائد .. وكانت للقيادات العربية والإسلامية نكهة خاصة تميزهم عن غيرهم من قادة العالم .. تلك الأزمان الملحمية التي كانت فيها قلوب الأمة العربية والإسلامية تلتف دائما حول قادتها ورؤسائها .. وهي تلك العهود الذهبية التي كانت تمثل منتهى الوفاق بين القمم والقواعد .. وحينها عندما يقال اليوم خطاب هام لملك من الملوك أو لرئيس من الرؤساء أو لقائد من القادة كانت الجماهير العربية والإسلامية تنتظر في شغف حول المذياع أو التلفاز.. وهي تترقب الحدث الهام بفارق الصبر .. وتتلهف لمعرفة الجديد التي تنير مسارات الأمة .. وكالمعهود فيهم كان القادة يمثلون ذلك السند القويم الذي لا يخيب الظنون .. كانوا دائماً على الطريق الصائب الذي يشرف سيرة الأمة .. كانوا أعزاء في المواقف والمقامات .. وحكماء في القرارات والخطوات .
ثم دارت الأيام بوتيرة تجلب الدهشة والعجب .. وقد تراجعت صور القادة والرؤساء إلى الحضيض في أركان الأمة .. وجديد الأحوال في مشارف الأمة اليوم تشيب الأطفال قبل الكهول .. والمنقب في أحوال الأمة العربية والإسلامية اليوم لا يجد ذلك القائد الذي يستحق الوقفة للاستماع لخطابه وقراراته .. ورغم الكثافة المفرطة في خطابات قادة اليوم إلا أنها في الغالب تمثل ثرثرة فارغة لا تستحق الوقفة والترقب .. وتلك الصورة الهزيلة لخطابات القادة اليوم تجعل من الأمة أن تمر مرور الكرام وهي ترى عشرات المشاهد للقادة وهم يتحدثون عبر الشاشات وعبر أجهزة الإعلام .. ولا تمر لحظة من اللحظات دون أن يكون هنالك خطاب لقائد من قادة الأمة .. ولكنه خطاب في العادة يمثل ذلك الغثاء الذي يجلب الغثيان إلى النفوس .. ولقلة الفائدة في خطابات قادة اليوم فإن الأمة أصبحت تفضل مشاهدة أفلام الكرتون بدلا من مشاهدة القادة وهم يخاطبون الجماهير .. وربما يفضلون المناظر الدعائية التجارية بدلاً من الاستماع إلى خطابات القادة .. وفي أعماق الشعوب تتمثل تلك الحقيقة التي تؤكد أن خطابات قادة اليوم لشعوبها ما هي إلا إملاءات مفروضة من قبل الأعداء .. وهي تلك الخطابات المقيدة والمرسومة بالشروط مسبقاً .. النصوص يجب أن تكون في مواضعها .. والفقرات يجب أن تكون في أماكنها .. ولا يملك القائد سانحة الخروج عن المكتوب والمنصوص قيد أنملة .. الحرف في موضع الحرف .. والكلمة في موضع الكلمة .. دون زيادات أو اجتهادات أو نقصان .. وخطابات قادة اليوم تمثل ذلك المسخ الممقوت الذي يفتقد معاني الكرامة والعزة .. والأعجب في الأمر أن القائد الذي يخاطب الأمة اليوم نجده يلتفت كل مرة ليشاهد علامات الرضا في وجوه الأعداء .. ولا يكترث كثيرا بعلامات الرضا في وجوه الشعوب .. والأحوال في مرافق الأمة اليوم هي تلك الحروب والشقاق والدمار .. وقد تداعت أركان الإخاء بين الأشقاء .. كما تداعى كل مقومات الرباط الذي يعني الوفاق والاتفاق .. والعالم من حولنا اليوم يسخر من قيادات الأمة العربية والإسلامية التي تهدر المجهودات والأوقات والإمكانيات في مناكفات الإخوة الأعداء .
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش