بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الصـــــــــــائد بطعـــــــــــــم الإحســــــــــــــان !!

قـــــــــالت الأرمــــــلة الحائرة :

مالي أرى ملامح الشكوك في الوفاء .. الأيدي تدعي إزالة الدموع عن صفحة الخدود .. والأعين تترحل خلسة خلف حرمة الحدود .. والريبة تحيط بالنوايا وبالهدف المنشود .. فما هو يا ترى الدافع من ذلك الكف الممدود ؟.. هل هو ذلك الصدق في إزالة الدمع المسكوب ؟.. أم هو ذلك التمتع بنعومة الخدود !! .. الملامح تدعي سلامة التودد والوفاء .. واليد في خبث تنقب في الخفاء .. جاء يدعي حسن العطايا فإذا به يمتطي مهر المكر والدهاء .. يتداعى خلقاً وأخلاقا ًحين يستغل حاجة البؤساء .. يتوق الاصطياد في بحار ماءها الدموع والدماء .. صائد يرى سانحة الحظوظ متاحة في أيدي ممدودة تستغيث من تحت الماء .. تلك الأيدي التي تنادي يا أهل المروءة هل من بازل يبذل بالسخاء ؟.. وهل من محسن يحسن بالعطاء ؟.. فإذا بمجيب يلبي وهو يضمر الشر ويحمل السم في الإناء .. يدعي الإحسان والبر بمظهر يغطي النية السوداء .. يقدم الحسنة باليمين وبالشمال يقدم ما يخدش الحياء .. ولو لا شدة الحاجة إلى الزفير والشهيق لما أناخت الأرملة ناقتها من أجل أطفال يتماء .. ولوعة الجوع في اليتامى تمنع الحائرة أن تغلق المنافذ التي تجلب الهواء .. وتلك متطلبات الفطرة لدوام الحياة لصغار يرجون النماء .. فإن صامت وأغلقت أبوابها فان الموت يترصد ويتوعد بالفناء .. وإن تجاهلت موبقات الدهر فإن العواقب تخالف أوامر السماء .. وهذا العصر ينوء بالعجائب حيث الصدقات التي تباع بالانحناء .. وتلك أسعار الإحسان تتفاوت بمقدار البذل والعطاء .. الحسنة بعشرة سيئات مثلها وإلا فذلك الحرمان والجفاء .. والحرة عزيزة النفس لا تركع لشريعة الخبثاء .. وقد تعودت أن تتقي شرور المآرب بمساند العفة والإباء .. تقول في نفسها الصبر على الفاقة أفضل من حياة تحث مداس الأثرياء .. وصيحة الجوع أقل ضراوة من صيحة الخطيئة النكراء .. ليلة فيها تنام البطون جائعة في ظلال الشرف خير من ليلة تنام فيها مشبعة وهي تعصي بالفحشاء .. وما يضير المحسن أن يتقي الله بإحسان يمثل يوم القيامة خير الجزاء ؟.. فكيف بفاسد يريد جزاء الإحسان في الدنيا بمعصية توافق الأهواء ؟ .. ينافق بالإحسان وهو في أعماقه يفتقد نخوة الأتقياء .. يرى كل الناس بمثابة المطية التي تطيع عند الإغراء .. ولا يدري أن طبائع البشر تتفاوت بين مؤمن صادق وبين فاجر يقبل الرياء .. وليست كل النفوس في الأرض تقبل الطبخ وتؤكل كنبات الهندباء .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 108 مشاهدة
نشرت فى 3 أكتوبر 2017 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

806,836