بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

     

بسم الله الرحمن الرحيم

العقـــــــــــل جوهــــــــــرة ثمينــــــــــــــــة !!

صنفان من البشر .. صنف يستهلك العقل نشاطاً .. وصنف يجمد العقل خمولاً وتكاسلاً .. ومردود الاجتهاد يعطي صورتين .. فإما ثمرة هي نعم المنال وإما خيبة تعني المآل .. وقد خلق الخالق تلك الجوهرة الثمينة لتكون الأداة التي تميز الإنسان عن الحيوان .. فالإنسان هو ذلك الناشط ذهنياً وفكرياً أو هو ذلك الخامل الذي يتعثر دائما عند مواجهة الحياة .. والعقل معيار يخلق الفوارق بين الأنداد .. حيث يمثل الميزان الذي يهب المقامات والدرجات .. فإما ذلك الكبير الذي يمتطي المعالي بقوة الذهن والتفكير .. وإما ذلك الصغير الذي يفتقد المكانة بقوة الجهل وقلة الحيلة .. والعقل يكسب الإنسان تلك السمات التي تعني الأحقية والأولوية .. وبالتالي فإن محصلة الاجتهاد الفكري والذهني ترسم خريطة الذات .. قائد محنك يستحق المقدمة أو فاشل خائب يرتاد المؤخرة .. وهو العقل الذي يجعل رفاق الدرب الواحد يتمايزون فيما بينهم .. وتلك المقامات تحكمها مقاييس الألباب والأذهان .. كما أن درجات الإدراك هي التي تفاضل بين أنداد الفصل الدراسي الواحد .. فبالرغم من أن التلقي قد يكون من نفس المنبع إلا أن الأذهان قد تتفاوت في درجات الاستيعاب .. وتتجلى تلك المقدرات والمهارات الذهنية في قاعات الامتحان .. حيث المقدرات التي تسبب المصائر حتى نهاية الأعمار .. ثم هي تلك المقدرات الذهنية التي تصنع الأوزان والمقامات .. فهي إما أن تقود إلى مكانة عالية المقام وإما أن تقود إلا مكانة متواضعة المقام .. وبالتالي فإن المرء رهن بحصاد عقله وتفكيره .. والراشد هو من ينقب مهارات عقله بالقدر الذي يميط اللثام ويكشف الأسرار .. والبعض يقبل المصير قانعا مقتنعا .. ويدرك جليا بأن المواهب الذهنية هي هبة من الله الخالق .. وتجارب الحياة تؤكد بأن الحياة قد لا تتقيد بمناسك العقل بتلك الوتيرة القاطعة .. بل العزاء في مترادفات للحظوظ في الحياة .. حيث تلك الأرزاق التي قد تتجاوز شروط العقل والاستيعاب .. فكم من جاهل يملك الثراء ويملك كل مقومات الهناء والسعادة .. وفي نفس الوقت كم من عاقل ماهر يواجه قسوة الحياة ويشقى ليسأل الناس إلحافا !.. وتلك مقولة لحكماء العصر : ( المجانين في نعمة ) .. مقولة تبرر الهروب من الواقع المرير في بعض الأحيان .. لأن فاقد العقل يتجرد من قيود الصواب والخطأ .. وقد يسمح له بنوع من الاجتهادات الفوضوية التي لا توافق العقل والمنطق .. ولا يلام على تلك السلوك والتصرفات لأنه يفتقد تلك الجوهرة الثمينة .. فهو صاحب الحال الذي ترفع عنه أحكام السماء .. حيث يفتقد أهلية العبادات والصلاة .. وقد تكون تلك العلل رحمة من الخالق للبعض من العباد . ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) البقـــــرة : ( 216 ) . والحريص الذي يتفقد أحوال الناس يلتمس الكثير من المفارقات في الطبائع والسلوكيات .. تلك الطبائع والسلوكيات التي تخلقها المقدرات العقلية والذهنية .. وهي مقدرات تماثل ذاكرات الحواسيب من حيث الطاقة الاستيعابية ومن حيث الكفاءة .. ولكن الظلمة الكبرى تتمثل دائماً في تلك المقدرات العقلية المتواضعة لدى معظم الشعوب فوق وجه الأرض .

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 89 مشاهدة
نشرت فى 19 أغسطس 2017 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

766,042