بسم الله الرحمن الرحيم
لا تتوقف النـــــــــــوازل والأسبــــــــــــاب تجـــــــــــود !!
كل يوم جديد يفاجئ العالم بكارثة من كوارث القتل والدماء والدمار .. تلك الكوارث التي لا يسلم منها القاصي أو الداني .. وقد طالت الضربات والنكبات الكثير من دول العالم .. فئات من البشر تخوض حربا عجيبةً .. وهي تتحدى دول العالم قاطبة .. تقتحم بجرأة فائقة وتقتل وتدمر ثم تفجر نفسها .. وهي كالرعود الساخطة المزمجرة في غضبها ولسعاتها .. ولا تعرف التردد أو التخاذل حين تريد المواجهة والانتقام .. تلك الفئات التي تؤكد دائماً أن دوافعها لتلك الحروب هي ظلم الإنسان للإنسان .. فهي ترى أن العالم الحديث يمارس نوعاً من الظلم والإجحاف بدرجة التطرف السافر .. ذلك العالم الحديث الذي يتباهى بالعولمة وبحقوق الإنسان .. وقد عرفت تلك الفئات بأن ليس في معاجمها معاني التوقف والاستكانة أو الاستسلام .. وفي المقابل هنالك دول العالم التي تواجه التحدي بالتحدي .. وفي سبيل ذلك هي تتحمل الأعباء الجسيمة من المقدرات والإمكانيات المالية والمادية الهائلة .. كما أنها تخوض حروبا ضروسةً ضد تلك الجماعات منذ سنوات وسنوات .. وتبذل الكثير من الجهود المضنية في رقابة ومتابعة ومحاربة تلك الفئات المتطرفة .. وفي نفس الوقت هي موهومة في تقديراتها حيث تبشر دائماً باقتراب نهاية تلك الحروب الدائرة منذ سنوات .. ولكن الحقائق عند أرض الواقع لا تؤكد تلك التباشير .. فمثل تلك الحروب لا تعرف النهايات .. لأنها ليست حروب بين دول ودول لتنتهي باستسلام الأطراف .. ولكنها حروب بين دول وجماعات متطرفة ترى أنها مهضومة الحقوق والأحقية .. وهي دول تريد أن تفرض واقعا يجاري مصالحها الذاتية .. وهنا يتجلى السؤال الهام : كيف لدول العالم أن تخمد ثورات الغضب التي تجيش في نفوس البشر ؟؟ .. تلك النفوس التي تتجدد بالتوالد وهي تحمل نفس الأفكار ؟.. وتشتكي كالعادة من نفس الجور والظلم والإجحاف ؟.. فلا بد من وقفة للعقل الإنساني الواعي الذي يجب أن يوازن ألأمور وأن يعيد الحسابات .. والمنطق يؤكد أن المياه تظل تجري في مساراتها متى ما كانت المنابع تجود .. وتلك الجماعات المتطرفة سوف تواصل مشاوير التحدي متى ما كانت الأسباب متوفرة لديها وقائمة .. فلا بد لدول العالم أن تعيد حساباتها وان تعيد استراتيجياتها في مواجهة تلك الجماعات .. فبدلاً من تلك المواجهات العدائية والحروب المضنية المكلفة عليها أن تتحول إلى دول عقلانية ماهرة في تفكيرها وفي معالجاتها .. وذلك بمعالجة مسببات التطرف في العالم .. وبإزالة أسباب الظلم والإجحاف .. وأن تؤكد العدالة والإنصاف في معاملاتها للآخرين .. وخاصة وهي تلك الدول التي تتباهي بالعولمة وبحقوق الإنسان .. كما تتباهي بحرية الفكر والرأي والعقيدة .. فعليها أن تقرن الأقوال بالأفعال .. وأن لا تتدخل في شئون الآخرين حيث نجدها دائماً تحاول أن تفرض واقعاً قد يتعارض مع توجهات وأفكار الآخرين .. وتلك هي الأسباب التي تؤدي إلى التطرف والتمرد .
ساحة النقاش