<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

بسم الله الرحمن الرحيم

أنفــــــــــــس كالفقــــــــــــــــــاقيع   !!

أنفس لبشر تعادل في أوصافها فقاقيع الهواء .. تلك الفقاقيع التي في جوفها مظاهر الرياء  .. أغلفة معكوفة بأسطح ناعمة ملساء .. تزعم زورا وبهتاناً بأنها تستر تحتها أسرار السماء .. كما تدعي بأنها تلك الخيمة التي تنام تحتها الضعفاء .. تتراقص دلالاً وتيهاً فوق أسطح الماء .. ثم تتوهم في نفسها القيمة والثراء .. وهي في حقيقتها لا تملك وزنا من العز والكبرياء .. بل مجرد عدم يتلاشى عند اللمس واللقاء .. تخاف لدغات الخدوش كما تخاف عناق الأصدقاء .. وإذا لامستها أطراف اليراع جفلت وتناثرت في الهباء .. ولو هبت عليها نسمة عليلة كانت مصيرها الفناء .. تتلاشى وكأنها لم تكن ذلك الراقص بالخيلاء .. لا ينفعها نقاء الأديم ولا تنفعها مظاهر الرياء .. كم وكم تتفاخر تيهاً وصلفا وهي تدعي الصفاء .. ثم تعدو هاربا وجلاً عند الشدائد لتختفي في الفضاء .. فهي تعلم في نفسها أنها رهن يداس بأمر كل من يشاء .. وعند النوازل لا تمتلك عدة النزال كما لا تمتلك عزيمة الأقوياء .. بل ذلك الفاقد للمكانة كخيوط العناكب عند الأداء .. أنفس تتداعى كالفقاقيع خجلاَ وكأنها تلبس أطواق الإخفاء .. تتخذ الفرار وسيلةً وملاذاً وتلك حيلة الجبناء .. أنفس لا تنفعها مظاهر الرقة كما لا تنفعها نصائح السماء .. تتمزق إرباً وفتاتاً عند مواجهة المحن والأعداء .. وإذا جالت حولها موجبات الضيف من قرى وزاد ولت هاربة كالخنفساء .. تتراجف أوصالها كالريشة الحائرة وتلك شيمة البخلاء .. فيا أيتها النفوس الهشة الوجلة لما لا تمتطون مطية الاستحياء ؟؟ .