<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
بسم الله الرحمن الرحيم
عقــلك في رأســك لتعــرف خلاصــك !!
تتجلى سلوكيات الإنسان من معطيات أفكاره المكتسبة .. ومن منطلقات النزعة في معتقداته .. وهي نزعة قد تكون فيها الشوائب التي تجافي الصواب .. وتلك المكتسبات الفكرية لا تخلو من الهفوات إذا كانت من اختراعات البشر .. فلسفة لفيلسوف مجتهد بالأفكار والمبتدعات .. وقد يكون مجتهدا يفتقد معالم القياس والتمحيص السليم .. كما أنه قد يفتقد عدة التفريق والتمييز بين الخطأ والصواب .. وشطحات الأفكار كثيرة .. وهي أفكار قد تجد من يتبناها بطريقة عمياء دون حسابات للأخطاء .. فمثلا نجد ذلك العلماني المتملق يرى الصواب المطلق في مآثر البشر .. بينما أن ذلك المسلم الطاهر النقي يرى الصواب في مناهج القدر .. موهوم تائه يتمسك بمجاهل الغيب والطلاسم .. يشتكي العلل عاجزا وناكراَ لمشيئة الأمر .. ومؤمن مستسلم مستيقن يواكب الأقدار في السر والعلن .. فشتان بين ملحد مجادل يوازن الأحوال بأفكار البشر .. وبين مؤمن صابر يحتسب الأحوال بعدالة القدر .. والعبرة أولا وأخيرا في موارد ومنابع الأفكار .. فلا يجوز للإنسان أن يسترق السمع لكل عازف يعزف الأبواق .. ولا يجوز أن يضع المصداقية لكل شاردة وواردة .. فقد تكون تلك الأصوات هي من مزامير الطواغيت التي توجب الحذر .. كما لا ينبغي للإنسان أن يمتثل لكل طارق يطرق الأبواب .. فكم من طارق هو ذلك الموبوء بداء الخطر .. يحمل أفكاراَ هي قد تكون هابطة ومؤذية تهلك الناس في القبر .. وعلى الإنسان أن يتوخى الحذر حين يتعلق الأمر بأفكار وثقافات البشر .. وفي ذلك يلزم المرء أن يستخدم عقله في اختيار المنهج السليم لعبور ذلك الجسر الخطير .. وما أدراك ما ذلك الجسر الخطير !! .. فهو جسر الحياة الذي لا بد أن يجتازه الإنسان .. حيث العدة المنهجية التي تمكن من النجاح أو الفشل في امتحان البلاء والابتلاء .. وعلى الإنسان أن يحرص كثيرا عند اختيار المنهج الذي يمكنه من اجتياز مجاهل ذلك الدرب الشائك الموبوء بالمخاطر !.. وتلك الحياة تعج بالأفكار البشرية المضللة الوفيرة .. كما تعج بالمناهج السماوية القويمة .. فما قيمة العقل لو كان عاجزاَ عن التمحيص والدراسة والتفريق بين الحق والباطل ؟ .. وهو ذلك العجز الذي يشكل مرتعا خصبا لتفشي أفكار الفلاسفة وأفكار المجتهدين من أبناء البشر .. فالعقل هو المسئول في تحديد المصير في نهاية المطاف .. والمجنون الذي يفقد عدة العقل لا يؤاخذ ولا يحاسب على خيارات عقله العليل .. ولكن ذلك العاقل الذي يحمل مضغة العقل في عمق رأسه هو ذلك المسئول يوم القيامة .. والعقل هبة ثمينة من الله للإنسان توجب التفكير والتمعن والتدبير .. كما أنه سلاح ذو حدين .. فهو إما نبراس لصاحبه ينير الدروب التي تؤدي إلى رضوان الله .. وإما بوصلة ضلال تقود صاحبها إلى مجاهل التهلكة والضياع .. فيا أيها الإنسان عقلك فوق كتفك كالفنار الذي يرشد السفن ويبعدها عن مجاهل الخطر .. فلماذا تواكب أهل الضلال والأهواء بالطاعة العمياء ؟ .. فهؤلاء لن ينفعوك في ذلك اليوم .. حيث لا ينفع فيه اجتهاد المجتهدين ولا فلسفة الفلاسفة إلا من يأتي الله بقلب سليم .
ــــــ
ساحة النقاش