<!--
<!--<!--
<!--بسم الله الرحمن الرحيم
تشــوهات تلتصــق بالأذهــان !!
عقل الإنسان حاسة من مهامها التمحيص والمدارسة .. ولا يجوز تكبيل العقول بقيود الجهل بحجج الثبات في المواقف .. وهنالك أصناف من البشر عقولها تقف عند زاوية من الزوايا ثم تتعطل كلياَ عن التفكير والعمل .. تغلق ذاتها في قوقعة الأفكار الوضعية ثم تستميت من أجلها حتى آخر الرمق .. أذهان مشوهة يقودها التلهف لتتعلق بقشة طافية .. وأصحابها لا يملكون مقدرات المناخل في إبقاء الصالح وإسقاط الطالح .. ولا يملكون مقدرات التصفيات والغربلة .. بل بطريقة أعمى يتخذون الأفكار حكرا مقدساَ .. وهي أفكار قد تكون من اجتهادات البشر .. وذلك المجتهد من البشر لا يملك العصمة من الزلات والعثرات .. وقد لا تخلو أفكاره من الهفوات والأخطاء الجسيمة .. فهو يمثل ذلك الجدل الذي قد يصيب وقد يخطئ .. وقد لا يلام في اجتهاداته الفكرية إلا إذا تعمد تزييف الحقائق .. ذلك التعمد المبيت للنوايا مع سبق الإصرار .. أما عدا ذلك فله أجر الاجتهاد والتمحيص .. وصاحب الأفكار قد يكون متفاهما ومرنا في تقبل الآراء .. حيث رحابة الصدر في الأخذ والرد .. أما ذلك التابع المخدوع الذي يجعل أفكار الآخرين أمرا مقدساَ فهو ذلك المتطرف الخطير .. فهو كالأعمى الذي يتمسك بالعصا ثم يضع مطلق الثقة في إرشادات تلك المطية الجامدة .. وذلك التمسك الأعمى كم وكم قد أورد الناس في المهالك !! .. فنجد الأذهان قد أغلقت منافذها بإحكام ثم لا تقبل الأخذ والرد .. كما نجد الصدود والتطرف والعصيان بدرجات شديدة العناد .. والذي يجتهد في محاورة أصحاب تلك الأذهان المتعنتة المتطرفة من أجل الإصلاح يوضع في خانة الأعداء والخصوم .. يسابقون في العداوة والقتال .. ولا وسطية لديهم في الحوار والنقاش .. فإما أن تكون معهم فوق سروج المطية وإما أن تكون ذلك المغضوب عليه .. وتلك صورة قاتمة تضع الحواجز أمام المصلحين والمرشدين .. وهي صورة تمثل قمة الأوجاع في المجتمعات الحديثة .. وتتجلى حقيقة الخطورة في ذلك التمسك الأعمى للأفكار الوضعية الهدامة .. ومجتمعات اليوم تفتقد نعمة الحوار الهادي الذي يوصل العقول لمنابر الصواب .. ومثل ذلك الجدل قد تفشى كثيرا في مجتمعات اليوم .. والمعضلة أن الإحصاءات تؤكد بأن الفئات المثقفة الواعية هي تمثل الأقليات بينما أن الفئات الجاهلة وشبه الأمية تمثل الأغلبية في المجتمعات .. ولذلك فإن التفوق العددي دائما يرجح كفة تلك الفئات ذات الأفكار المشوهة .. وتلك الحقيقة القاسية تمثل قمة التحدي في هذا العصر .. ففي أكثر من موقع وفي أكثر من موطن نجد السيطرة للأغلبية الجاهلة .. وتتجلى تلك الخلافات في التوجهات الفكرية والدينية والعقدية والسياسية والطائفية .. وهي خلافات تجلب العداوات والمناكفات والسجالات والحروب والاقتتال والخصومات .. وبالمحصلة فإن مشاكل العصر كلها تتمثل في تلك المعطيات .. معطيات الأفكار المغلوطة والهدامة .. وتلك الصراعات بين العلماء المتحفظين وبين الجهلاء المتطرفين .. وقد انتشرت ظاهرة الخلافات في المسميات المتنوعة المختلفة ( عقدية وسياسية وفكرية وطائفية ) .. كما أنها أخذت تنساب تنازلا وتسلسلا لتلاحق مسميات الفروع ثم الفروع .. تقسيمات كبرى ثم تقسيمات صغرى وصغرى .. حتى اكتملت الحلقات وتداخلت تعقيدا ثم تعقيداَ .. لدرجة أن البيت الواحد في مجتمعات اليوم كاد أن لا يخلو من متناقضات الخلافات والتوجهات الفكرية والسياسية والعقدية .
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
<!--<!--[if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --><!--[endif] -->
ساحة النقاش