بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

<!--

<!--<!--

بسم الله الرحمن الرحيم

هـل هـو ذلك الانفجار السكاني الموعود  ؟؟

الطوفان هذه المرة وقوده البشر وليست تلك المياه .. وكوكب الأرض بدأ الآن يشتكي من الزحام .. تتزايد فيه الأفواه الجائعة بمعدلات رهيبة .. حيث تستقبل الأرض في الثانية الواحدة الآلاف والآلاف من تلك الأفواه الوليدة .. فأصبحت العيشة صعبة المنال .. ولا يوجد من يتناولها بالسهل المتاح .. واليوم الكل يشتكي من ندرة الحاجات .. والندرة أصبحت في كل متطلبات الحياة .. وخاصة الندرة أصبحت شديدة في متطلبات وضروريات نمو الأجساد .. تلك المواد الغذائية التي أصبحت في نطاقات التلهف والتخطف .. ويلاحظ العالم أن أسعار المواد الغذائية في ارتفاع مستمر في السنوات القليلة الماضية .. ولا توجد مظاهر الوفرة والطفرة كما كان يحدث في الماضي .. ويقول العلماء أن حروب المواد الغذائية أصبحت وشيكة للغاية .. وأن الحروب المستقبلية فوق وجه الأرض سوف لن تكون من أجل المياه .. بل هي تلك الحروب من أجل الحصول على المواد الغذائية .. ومع ذلك نجد اليوم أن العالم منشغل في متاهات السياسة والحروب والتناحر .. تلك الحروب التي تجعل أحوال البشر أكثر قتاماَ وظلاماَ .. وتجعل الندرة أكثر ندرة .. واليوم حاجات البشر أصبحت أكثر شحاَ وأكثر ندرة وأشد إلحاحاَ .. حتى أن صناع الموت أخذوا يشتكون من تكاليف المهنة .. ذلك النوع من الشكاوي التي تخلو من الحكمة .. وقد بدأت شعوب الأرض الجائعة تمارس ذلك النوع من الهجرات البائسة اليائسة نحو مرافئ الخيرات المزعومة في العالم .. غير أنها لا تجد الوسائل معبدة بالترحاب .. وحتى أن تلك المرافئ المزعومة هي أيضا تشتكي من ضوائق الحياة .. وتلك الشعوب المهاجرة تواجه الكثير من المعاناة  في هجراتها .. حيث تواجه الموت غرقا في البحار أو بطشاَ وضياعا في أعماق الصحاري .. وهي تلك الصور الكالحة التي أصابت البشرية بالهلع والخوف الشديد والتهافت .. وتزداد الأمور سوءاَ حين لا يبالي العالم بالأمر .. وهو ذلك العالم المشغول في حروبه البينية .. حيث القتل والدمار والتشريد والإبادة الجماعية والتصفيات .. ثم تلك الكيديات والسجالات بين الجماعات والجماعات .. وبين الفئات والفئات .. وبين الأطراف والأطراف .. والبشرية اليوم في غفلة كبيرة حيث تسخر كل إمكانياتها في هوس الحروب والتناحر .. وكان الأجدر بها أن تركز اهتماماتها في مجالات التنمية .. وخاصة في استغلال موارد الأرض من الخيرات .. حيث تبذل المجهود تلو المجهود في أعمال الزراعة والمواد الغذائية في أرجاء العالم بالقدر الذي يغطي حاجات البشرية المتزايدة من تلك المنتجات الضرورية للحياة .. وعندها فقط تسود الحكمة في عالم يدعي التحضر والتقدم والتطور .. ولا يكفي الإدعاء بأن تلك الدولة أو تلك الأخرى هي سلة غذاء العالم .. في الوقت الذي فيه نجد أن تلك الدولة تشتكي من ندرة الغذاء وقلة الإنتاج .. ومن سخرية الأحوال أن سلة غذاء العالم فارغة من ألوان المحتويات .. وأهلها في أشد الحاجة إلى ألوان الغذاء !!.. وهي تلك السلة الخاوية التي تعشش بخيوط العناكب .. وتشتكي من قلة الأوفياء ؟؟ .. أية سلة للغذاء في العالم وهي تفتقر إلى ألوان الحبوب والبقول والخضروات واللحوم !؟؟.. ومع ذلك دون خجل أو استحياء نجد من يلاحقها بالمدح والثناء والمديح !! .. والعبرة ليست بحصاد الألسن ولكن العبرة بكفاءة القائمين .. تلك الكفاءة التي تفتقدها الساحات في عالم اليوم .. أين شعارات الماضي ( نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ) ؟؟ .. هل توقفت تلك الشعارات لأن الشعوب بدأت لا تأكل ولا تلبس ولا تشرب ؟؟ .. أم لأن القائمين عجزوا عن تحقيق تلك الوعود الرنانة الزائفة ؟؟ .

ـــــ

 

 

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد 

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 177 مشاهدة
نشرت فى 1 نوفمبر 2016 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

806,736