بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

<!--

<!--<!--

<!--

بسم الله الرحمن الرحيم

الصــوت القـادم مــن خلــف الــوديـان !!

النوم مفقود منذ نازلة الصيحات .. منذ تلك الليلة التي هرب فيها السلام والأمان .. والنفوس فقدت الطمأنينة وباتت تتخبط في أورقة المشانق .. لقد ضاعت بوصلة الأماني في أرض الأنبياء .. وطالت واسودت مسالك السالكين في بواطن الأرجاء !.. وتلك شائبة لا يخلو منها كبد رطب في المشارق أو في المغارب .. سنوات عجاف مرت وتمر على الأمة المؤمنة وهي تفتقد الشموس والأقمار .. حيث تجري دموعها ودماءها في الأرض كالأنهار .. أمة جريحة تكابد الأنات والويلات آناء الليل وأطراف النهار .. وقد أمكن الموت أوتاده في كل مسلك ومعبر وبستان .. وتعبدت طرقات الأمة بجماجم الأطفال والأرامل .. أمة تعودت أن تتذوق طعم الحنظل في الجوف والحلوق والمآقي والأجفان .. لقد هرب السلام وأبتعد عن منابر الصالحين والصلاح والأصفياء .. وأصبح حلما ومطلبا تشاقق الأفئدة والوجدان .. ولا تمر لحظة على الأمة دون صيحات النداء والنحيب والبكاء .. فهو ذلك الموت الذي يصطاد الأرواح بالمرصاد .. فذاك قاتل يجتهد في قتل الأنبياء .. وذاك مقتول يجهل أسباب القتل والفناء .. وأرواح الخلائق أصبحت رخيصة كرخصة التراب والهواء .. فيا عجبا كيف أصبح القاتل أجيراَ يحمل معاول القتل ليقتل الأبرياء ويقتل من يشاء حيث يشاء ؟!! .. وأصوات الشهداء تهب من خلف الوديان وتنادي الأمة بالرجاء .. ولكن لا حكيم يستمع ولا مجيب يلبي النـداء .. وتلك الأنفس أصبحت تنام فوق مراجل الأنات والآهات والزفرات .. ومطية الأمة اليوم تتمثل في حمم البراكين والزلازل وتفجيرات الغدر والبراميل والدمار .. وقد توغلت الأحزان في الأنفس وتوطنت حتى بلغت عمق الكبد والوجدان .. وقد أدمنت الأمة روائح الموت وغدت لا تنام إلا في ظلال المشانق والبنادق وراجمات النار والنيران !! .. ولا يمر فجر يوم في ساحات الأمة دون ذلك القاتل أو ذلك المقتول الذي يرد في الأنباء !! .. حيث نامت أعين الأعداء فرحا وطربا والأمة تحارب عنها في الفجر والمساء .. فلا بارك الله في أنفس تحرم قتل الأعداء وتحلل قتل الأبرياء !! .. وقد ملئت ديار الأمة بقبور الشهداء بأيدي القتلة الأصدقاء .. أنفس بغيضة ممقوتة تحلل الحرام وتحرم الحلال حيث أزمان المهازل والجهلاء .. أقوام يحملون النعوت أسما ولا يحملونها إخلاصا ووفاءَ .. وقد ملئت ديار الأمة بأشباه الرجال الذين يحللون قتل الأطفال والنساء .. هؤلاء الذين يرقصون طربا وفرحا ليقتلوا راكعا أو ساجدا لله في مسجد من مساجد الأمة بالأرجاء !! .. ويحسبون أنهم على الحق وأن الآخرين على الضلال مهما كانت حجج العقل والعقلاء .. وتلك أصوات الضمائر تملأ الوجدان وتنادي بمناسك الحكماء .. أيها القتلة توقفوا فإن المصاب قد يكون شريكا لكم في الإخاء .. ويا باغي الشرور تمهلوا فلا تدنسوا المسالك بدماء الشرفاء .. كيف تقتلون من يوحد الله ثم يقف بين يدي الله في الصبح والمساء ؟؟! .

ـــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 182 مشاهدة
نشرت فى 8 سبتمبر 2016 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,580