بسم الله الرحمن الرحيم

الكــرت الأحمــر   !!

هي لمهارة السجال أهـل .. ولمحاسن الصفات منبر .. ولأنوار الجمال مصدر .. مغريات تجمع حولها الأفئدة والقلوب .. شمس تحبس في مدارها الأنفس .. وذلك المدار الإفلات منه يستحيل .. ولا تلم من يتمادى في النظرات فهو للعقل يفقـد .. وتلك الأنفس تحلم أن تتواجد في محرابها مدى العمـر .. كم وكم من يتحايل ويخطط حتى يكون في مرمى المنال .. وبمهارة يملأ الأجواء بمقال من أرحام الخيال ! .. والغاية هو التواجد في حضرة صاحبة الخصال .. يتعمد إخلال الموازين بأدلة زائفة حتى يخـلق نوعاَ من الجدال .. كما يتعمد خلط الأوراق داعماََ بالحجج الواهيـة والابتذال .. والهدف هو التواجد في حضرتها وليس حبا في السجال ! .. معضلات تمثل طعمـاَ لصائد يريد أن يصطاد القلوب في غفلة الأحوال .. ولكنها حصيفة تدرك النوايا كما تدرك مكائد الرجال .. فبمهارة تجتاز سواحل الأهواء لترجم زيف الزائفين برتل من النبال .. وحين تحاور تجيد الحوار بقـدر يفوق الخيال .. ثم تزداد عفـة ووقاراَ وشموخـاَ أقـوى مـن الجبال .. وهي تملك الباع في حقول العلم والثقافة وكل ألوان المقـال .. تجتهد لتنفع الناس بعلومها وعطاءها ولو اكتفـت بالصمـت لفازت في ذلك السجال ! .. أما ذلك الهائم بهـا شوقاَ فلا تهمه نتائج الجدال بأي شكل من الأشكال .. ولو قالت أو أمسـكت أو أصابت أو أخطأت فهي في عرفه صائبة في كل الأحوال .. ومقاصد الحروب هـي أسرار لـدى أطرافها مهما يطـول فتـرة القتـال !.. فمحارب يخلق الحرب ليوجد الخصـم ذلك الخصم العزيـز بقيمـة الزلال .. فيا عجبـا من خصــم يشـد إلى القلــوب بقــوة الحبـال ! .

ــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد