بسم الله الرحمن الرحيم

أيــــن ( زول ) الماضـــي   ؟؟؟

تعودنا تراشق الطيبة في أرض المحبة والحنان .. وعشنا الأعمار في بلاد كانت لا تعرف بوائق التجريح والتحقير.. ترفرف فيها حمائم السلام في وداعة وألفة بعيدة عن القنص والتنكيل .. الجار للجار عزيز بعزة العين .. ومعيار الإنسان كان بمقدار التواضع وبكثرة التودد والإخاء .. جيرة كجيرة الملائكة كانت خالية من الأحقاد ومن سواد الضمير.. شمل يشمل الأطياف في تواد وتراحم دون تطرف ونظرات تبحث عن نعوت الألوان والتمييز .. ودون ذلك البحث والتنقيب عن الماضي وعن الجذور وعن الأصل والفصيل .. عندها كانت الدنيا بخير وسلام .. حيث كان السودان موطن الأولياء الأخيار.. جنان لأمة عرفت بدماثة الأخلاق وحسن العشرة وطيب الصفات .. أرض الأناس الطيبين كانت خالية من أشواك النفوس ومن موجبات الهلاك .. كانت الأسماع تسمع عن الدماء في ديار الآخرين ثم كانت الناس تتعجب ثم تسأل ما الدماء ؟.. وكانت الأسماع تسمع عن الدموع في ديار الآخرين ثم كانت الناس تتعجب وتسأل ما الدموع ؟ .. تلك الموجعات التي كانت خافية في أرض ( عازه ) رغم أنها كانت شائعة في عرف الشعوب .. فديارنا كانت تترفل تيهاَ في ثياب الأمن والأمان والسلام .. خالية من أشواك الأحقاد التي تطاعن في أعماق القلوب .. وبريئة كصفحة المرآة المجلية من ألوان العيوب .. لوحة كانت جميلة أخاذة براقة خالية من ألوان الشقاق والثقوب .. ولكن يقال دوام الحال من المحال .. فتلك الأحوال العفيفة الشريفة قد تبدلت بفعل الفاعلين .. ومحاسن الوفاق والاتفاق في أرض السودان حركت كوامن الأحقاد في قلوب الأشرار .. وأغضبت كثيراَ ذلك الشيطان اللعين .. حيث إبليس ذلك العدو الذي أخرج الأب آدم من نعيم الجنان .. وقد أجتهد كثيراَ وأوعز بالشرور والبغضاء حتى أوجد الشرخ في ذات البين .. وقد نادى بشعار الفتنة الكبرى حيث التنكيل والتنديد بكل معاني الوفاق والإخاء .. فظهرت في الأرجاء تلك القلوب الظالمة المظلمة التي تغلي بألوان الحقد والكراهية والشقاق والعداء .. وعندها عرفت الأمة السودانية لأول مرة مذاق الفرقة والشتات .. كما عرفت لأول مره ألوان الدماء وطعم الدموع .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد