بسم الله الرحمن الرحيم
كـان السـؤال ثـم كانت الإجابـة !!
المبذول من الوفاء والإخلاص دون المطلوب بالنـد .. والإنصاف مفقود في كفة السجال .. وقد أربكها الظلم والإجحاف رغم قوة الصبر والتحمل .. فدخلت في دائرة الحيرة والاستفهام .. لما الكيل لا يوازي الكيل ؟؟ .. ولما السلام يكتفي بالسلام دون زيادة الإحسان ؟.. ولما بشائر الوجه دون طموحات الشغف المعهود في شأن الولهان؟.. ولما سحابة الصيف تحجب نقاوة الأجواء فوق سماء الخلان ؟.. فتلك الإشارات تعكر حلاوة الترحيب وتعكر سماحة اللقاء .. وملامح الفتور تفقد المعية روعة التناغم في الغناء .. وتلك الضبابية تحجب شفافية الصدق في مرآة النوايا .. جدل يشاقق القلب فيظل عاجزاَ لا يبلغ المدى في السعادة .. وتلك العيون فيها بوادر حزن رغم أنها تدعي سلامة العافية .. وسحب تلوح في الآفاق علل مبهمة تنذر بالوبال .. وعندها تجرأت ثم قالت : نراك صامتاَ تلتزم الصبر وقد انهارت شدة الجوى .. والأنامل حين تتعانق لا تحس بنفس العناق في المستوى .. والبوح مبذول من اللسان دون ذلك التعمق في المعنى .. والنظرات تتجافي ولا تلاحق بالشغف والرضا .. وتلك البسمة لا تبلغ قمة الإشراق في المدى .. فهي مجرد لمحة خاطفة باهتة تموت كالنجم في الضحى .. وجسور البين تتداعى وهنـاَ يوماَ بعد يوم وتنذر بالردى .. ومشاوير اللقاء أصبحت روتيناَ يشكل الملل والأسى .. ويا حسرة على غدير الماضي الذي كان صافياَ كالنـدى .. فأصبح اليوم واجماَ يشتكي من عوامل التعكير والصدأ .. وذلك الغموض يطمس معالم الوفاء مما يوجب الوقفة عند المنحنى .. ونراك تكتم الأسرار تعمداَ دون البـوح بما جرى .. وتلك إشارات ظالمة توجب العدالة في عرف الورى .. فصدرك كتاب لا يفصح بالأسرار حتى نـرى .. والدلائل تؤكد بأن الضمير فيكم يشتكي مرارة الشكوى .. فلما التواري خلف سياج الصمت وملاحقة الصمت بالصبح والمساء ؟.. وما الذي يحجب الجرأة والإقدام في إفشاء نوازع البلاء ؟.. فالمسار على بساط الصدق والأمانة خير من المضي في مشوار الأذى .
نظر في الأفق البعيد بعيون شاردة والقلب لا يجاري تلك المسافات .. إنما هو ذلك القلب الذي تمسك جدلاَ َبأستار المحال .. وهو الذي تعـود الهـروب دائماَ من ساحة السؤال .. كان يؤجل السانحة يوماَ بعد يوم هروباَ من لحظة المقـال .. يواري تلك الأسرار خلف الضلوع دون أن يتجرأ بالمكاشفة والإقرار .. كان يحاور قلبه حتى يتنازل عن كبريائه ويبادر بلحظة توبة واستغفار .. ولكنها تعجلت بالسؤال حين جاءت تنقب في السيرة بإصرار .. وحينها تيقن أن الوقت قد حان لجولة تنهي طلاسم الأسرار .. وكم كان يخشى تلك اللحظة الحاسمة القاسية حيث لحظة القرار .. وذلك السؤال منها أوجب الفصل في تلك الشائبة التي تعكر أجواء المسار .. وهي تلك الحقيقة الموجعة التي هتكت متانة الجدار .. فالقلب منه قد تراجع ولا يريد المضي في نفس المشوار .. فهو قلب خائن قد تعلق بأستار الآخرين بقوة وإصرار .. يصطاد الحب في سواحل المحاسن ولا يريد التقيد بحبال الانحصار .. وهو يعلم علم اليقين بأن النعـت بالخيانة والنكران لا يليق بالأحرار .. وقد طعن الوفاء والإخلاص بذلك الغدر الذي يليق بالأشرار .. وتلك كانت طعنة قاتلة لا تستحقها ابنة الأبرار .. وقد تيقنت أخيراَ بأن تلك القلوب في قسوتها أشد من الأحجار .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش