بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

أفردهـا ولا تكـن عبوسـاَ    !!

إصلاح البين إذا كان أطرافه الأجاود فذاك إصلاح مرقع .. حيث الترضية التي تفقد السند من العمق .. والنفوس ما زالت مغلقة في دواخلها .. وما زالت تلتف حولها سياج المآخذ .. أما إذا كان الإصلاح نابعاَ من القلب إلى القلب فذاك صدق يذيب تراكمات المآخذ .. ولا تفيد المرء تلميحات البسمة إذا كانت مبذولة تكلفاَ .. فهي مجرد صدقة من الصدقات .. والقلوب الصادقة تبكي حزناَ حين تفترق وتبكي فرحاَ حين تعود .. والنوازل الجارحة هي واردة مهما كانت عدة الحرص .. ولكن العلة فيمن يتسامح وفيمن يتمسك .. وعندها يتجلى معدن الإنسان .. فإنسان يغفر رغم الجرح والخدش .. وإنسان يلتوي حول الزلة ويجعلها نهاية المطاف .. فهو يريد الحياة بنزاهـة الملائكة .. وذلك من سابع المستحيلات .. وقد اختلفت وتباينت قلوب الناس .. قلوب سمحة مرحة مفتوحة متسامحة في كل الأوقات .. وقلوب حريصة حذرة تترقب الأحداث حتى تخلق ألوان العتاب .. فيقال فلان كثير اللوم والعتاب .. وكثرة اللوم تجلب التنافر والجفاء .. كما تعقد عروة الإخاء .. يا أخي افردها ولا تكن دائماَ عبوساَ معكراَ لماء الصفاء .. وما أعظم ذلك القلب الذي يرقص طرباَ كلما يتجدد اللقاء .. أناس نحبهم في حضرة المعية ونحبهم في حال الغياب .. وأناس كلما طالت غيبتهم كان في ذلك الأمن والسلام .. هؤلاء الذين يريدون الكيل بالكيل .. والند بالند .. والسلام بالسلام .. والمجاملة بالمجاملة .. والزيارة بالزيارة .. وإذا انفلت حبل المناسك نجدهم في خضم اللوم والعتاب ثم الخصام !! .. وعندها تتمنى النفوس أن تنتهي تلك الصلة التي تجلب النكد والهم .. والعلاقات الاجتماعية تفقد مذاقها إذا جرت بمعدلات الجمع والطرح والقسمة والدقة في كل صغيرة وكبيرة .. وتكون ممجوجة كئيبة إذا توفرت فيها أنفس لحوحة تطالب بالوفاء متى ما قدمت .. ثم تشتكي للقاصي والداني .. وتطيب تلك العلاقات الاجتماعية حين تتسم بالعفوية والتسامح .. وحين تتوفر تلك الأنفس الكريمة التي تبذل كيف تشاء وتواصل متى تشاء وهي تبتغي من ذلك وجه الله تعالى .. وتبتغي الأجر والثواب .. والمجتمعات لا تخلو من ذلك الإنسان الذي يشتهر بكثرة اللوم والعتاب .. فهو مهما كان كريماَ ووفياَ فإنه يعكر العلاقة البينية بثرثرة اللسان ..  ومثل ذلك الإنسان فإن الناس عادةَ يتجنبون التعامل معه . وذلك حتى لا يدخلوا في ارتباطات تطلب الحرص والند بالند في كل الأوقات .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 104 مشاهدة
نشرت فى 8 سبتمبر 2015 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,237