بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

ملــف ( الحســن والحسيـــن ) !!

يقال أنه في زمن الاستعمار البريطاني للسودان تقدم مواطن سوداني في مصلحة من المصالح الحكومية بشكوى للمسئول الانجليزي يتظلم فيه من أحواله وظروفه .. وبعد أن سرد مبررات وأسباب الشكوى ختم عريضته بتلك العبارة المشهورة بين الناس  ( أنا مظلوم ظلم الحسن والحسين ) .. فإذا بالخواجة الإنجليزي يطلب من سكرتيره الخاص أن يحضر أمامه فوراَ ملف ( الحسن والحسين ) !! .. وذلك حتى يتمكن من إنصاف ( الحسن والحسين ) قبل الدخول في قضية الشاكي السوداني !! .. فضحك السكرتير من ذلك الخواجة الدخيل المتطفل الذي يجهل مضمون العبارة  !! .. فإذا بالدوائر تدور والسنوات تتلاحق ليجد الخواجة نفسه في أتون وعمق قضية ( الحسن والحسين  ) رضي الله عنهما !! .. تلك القضية الشائكة العويصة التي أعجزت الأولين والآخرين .. فقد أصبح الخواجة شريكا شقياَ يشارك في خنادق الأطراف ! .. حيث أجبرته الأقدار أن يكون طرفاَ يناصر جانباَ ويهادن جانباَ ويقاتل جانباَ ! ..ويواجه ألوان الأهوال والويلات .. وتلك الأرض أصبحت تزلزل يومياَ تحت الأقدام في مناطق الأهواز والرافدين وبلاد الشام وبلاد الفارس .. ومناطق أخرى كثيرة في العالم حيث تبعات تلك القضية الأولى للمسلمين .. والمواقف قد تلاحقت وتباينت فإما لاحق وملحوق ، وإما تابع ومتبوع ، وإما رافض ومرفوض ، وإما قاتل ومقتول .. وكل يوم ذلك الجديد من مواليد الفتنة في أرجاء الأرض تحت مسميات متنوعة .. جماعات وجماعات تناصر طرفاَ وتقاتل طرفاَ .. ويومياَ مئات القتلى من المسلمين الذين ينتمون لطائفة من الطوائف !! .. تلك الفتنة الطائفية الكبرى التي تجتاح بلاد الإسلام والمسلمين ..  وأخيراََ اكتشف ذلك الخواجة ( المتطفل ) أن القضية ليست مجرد ملف ( للحسن والحسين ) رضي الله عنهما .. إنما هي قضية ذات أبعاد شائكة ومعقدة للغاية .. ولا تستوعبها الملايين والملايين من أضابير الملفات في العالم !! .. ذلك الاستدراك الذي جاء متأخراَ والذي جعل من الخواجة أخيراَ يبرر ضحكات السكرتير حين طلب ملف ( الحسن والحسين ) .. حيث تيقن الخواجة أنه كان بليداَ وغبياَ بذلك الطلب .. تلك القضية التي أعجزت ألوان الراجمات والقاذفات وكل مقدرات وأسلحة الأحلاف في العالم .. وهي قضية ليست في مقدور أقوى الجبابرة على وجه الأرض أن يجد لها الحلول .. قضية عنيدة متطرفة كمنافذ البراكين إذا أخمدت جوانب أشعلت أخرى !! .. وكل قضايا العالم لا يمكن أن توازي قضية ( الحسن والحسين ) في خطورتها !! .. وعندها تجري الضحكة على ذلك المستعمر الغبي كلما تجري السيرة .. حيث سيرة طلب ملف ( الحسن والحسين ) لإيجاد العدالة والإنصاف  !! .

ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 112 مشاهدة
نشرت فى 25 يوليو 2015 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,657