بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

لا تضـئ الشمـس فقــط للأقويــاء   !! 

تلك الحياة تكون عقيمة لدى البعض الذي يعيش في الهوامش .. يفقد المصداقية في مواصلة الأحلام كالآخرين .. حين يتسارع العمر سداَ ويتسابق في تخاذل ظالم نحو النهايات .. وحين يلوح في الآفاق ذلك المصير المحتوم الذي يعني تبخر الآمال والطموحات .. واستحالة المنال ..  واليأس يطمر الأنفس بقسوة حين لا تتحقق تلك الأحلام والأماني التي ترافق مراحل الصبا والتعلم والتلقي وأيام الشباب .. حيث تصطدم تلك الأحلام والأماني بحوائط الواقع المرير وسوء المصير .. وتضيق سعة الآفاق بكيد الظروف وبكيد الكائدين .. كما تتقلص منافذ الإفلات وتضيق بوادر الفرج حتى تصبح في النهاية أضيق من سم الخياط .. والذي يطمع ويرفع القدم بالخطوة طامحاَ في سلالم المستقبل لا يجد موضعاَ لذلك القدم .. وهو ذلك العصر الذي يشهد التزاحم والتنافس والتناحر .. والأمر لا يتوقف عند ذلك الحد ولكن يلاحق أيضاَ بقسوة القساة حين تداس طموحات الضعفاء تحت أقدام المقتدرين الأقوياء .. هؤلاء العمالقة بالسطوة والأساليب الظالمة الفاسدة .. حيث أحوال القرصنة وخطف الفرص المتاحة بحكم الجاه وبحكم المكانة وبحكم الثراء  .. سمات غير أخلاقية ولكنها سمات أصبحت غير معيبة وغير مستهجنة في عصر المهازل .. فالأولوية والأحقية أصبحت للأقوياء والمتمكنين والقادرين بغض النظر عن المهارات والمؤهلات والشهادات العليا التي تعطي الأفضلية !.. وعدالة السماء تنادي بغير ذلك .. تنادي بالإنصاف والعدالة بين الناس .. تنادي بالإحقاق بين القادرين والعاجزين .. تنادي بالموازنة بين الأقوياء والضعفاء .. تنادي بالوفاق وبالمرونة وبالإحسان بين الأغنياء والفقراء .. ولا تضئ الشمس فقط للقادرين والأقوياء والأثرياء .. ولكن المحك في أن الناس في هذا الزمن تأبى أن تواكب تلك النصائح السماوية القيمة .. وتفضل شريعة الغاب التي تعني أن تكون الساحات متاحة فقط للأقوياء .. والمؤهلات التي تفيد في هذا العصر هي مؤهلات النفاق والتملق والتسلق وممارسة المفاسد التي تحقق الغايات .. أما ذلك الموهوب العفيف صاحب المقدرة العقلية النافذة فإذا كان من أهل الكوخ والضعفاء والفقراء ويفقد مؤهلات المفاسد والنفاق ولا يملك بطاقة الوساطة فعليه أن يعيش العمر في ظلال التهميش وفي ظلال الأروقة الخلفية حتى نهاية العمر .. وفي نهاية المطاف يرحل بآماله وبمهاراته وطموحاته إلى مراقد القبر دون مأسوف عليه !.. فهو ذلك المنبوذ الذي يلاقي دائماَ تلك النظرة الدونية الظالمة من الناس .. فهو يولد مهمشاَ ويعيش مهمشاَ ويموت مهمشاَ .. ويشكل جدلاَ بمثابة نبتة شيطانية غير مطلوبة وغير مرغوبة !! .. وحسب مفهوم هؤلاء المقتدرين الأقوياء والمتملقين فمثل ذلك الإنسان الهامشي ما كان عليه أن يتواجد في الحياة !..  وما كان يفترض أن يكون !!.. وتلك مظنة أهدرت في الأرض كرامة الإنسان .. وأوجدت حداَ فاصلاَ ظالماَ بين الفئات من الناس .. فهنالك الفئات المتنعمة المحتكرة لأروقة الحياة بأنانية مفرطة للغاية  ..  وهنالك فئات الكادحين المستعذبين المتهمشين خارج أسوار الحياة ! . 

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 145 مشاهدة
نشرت فى 11 ديسمبر 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,253