بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

السـفن التائـهة فـي العواصـف !!

المخاطرة أصبحت عويصة تفوق طاقة الأبدان .. وتلك الأمنيات صارت تلح بشغف وتتمنى أن ترسو سفن المودة في سواحل الأمان .. والخطوات عاجزة تفقد الجرأة والإقدام .. وتلك الزوايا أصبحت غير محسوبة بدقة .. فهي تقبل الحدة وتقبل الانفراج .. والمعضلة في أنفس تتمسك واهمة بالإباء والكبرياء .. وتأبى التنحي والتراجع عن عروشها قيد أنملة في مشوار العلياء .. ولا تتواضع لحظة بالتدني ثم التدني في سلالم المقام والإدعاء .. والأحوال أصبحت جملة من تلك المظاهر الواهية القاسية التي تمطر بالأرجاء .. وقد تعالت الهامات سجالاَ وهي تمتطي صهوات الأهواء .. تلك الأهواء التي تمنع الإدبار والتواضع لساحة الأبرار .. وتمنع السماحة بالأوبة كما تمنع العفو بالاعتذار .. فدائماَ ذلك التحدي ثم التحدي حتى مشارف الانتحار .. تصلب وجمود عند زاوية العناد ثم الإبحار بإصرار نحو بحار الخصام .. وتلوح الآفاق بعيدة كئيبة تفقد بوادر الود والوفاق والاتفاق .. وتلك مكتسبات العمر من الذكريات تموت هدراَ في بحار الأنفة والاستبداد .. وتقدم قرباناَ لكبرياء أنفس تريد الهوى ثم لا تريد فهي حائرة بين المحبة والعداء .. ولو بقي الكل في الأعالي بحجة التعالي لبكت الأرض من قلة الأوفياء .. ومن العجب أن ترقص الأنفس نفاقاَ لتوحي أنها في قمة الراحة والانتشاء .. مزحة مضللة تريد بها الإلهاء حتى يقال أنها لا تبالي بصولة الشقاق ! .. نفوس ترائي حين ترقص كالفرخة عندما تذبح في محراب الدموع والبكاء .. مظهر نفاق ورياء لقلوب تدعي الضحكة وهي في الأعماق تبكي من لوعة الذكريات .. وكلما أمعنت بالتظاهر في إخفاء المشاعر كلما فضحت الدموع تلك الأسرار .. فتلك المراجل تغلي في الأفئدة رغم أغطية الادعاء بالنسيان .. والإقرار بواقع الأحوال يستلزم الإقدام والجرأة في تحطيم أسورة التعالي .. فلا تكون الأنهار بغير الأمطار ولا تكون الأمطار بغير البحار ! .. والإنكار بمقدار الآخر يعني الإنكار بمقدار الذات ..  جدل يوجب الحكمة ويوجب العودة لسواحل المودة والوفاق .. وتلك الأجنحة قد تشتكي من كثرة التحليق في الأعالي ولا بد يوما أن تعود إلى أحضان الأعشاش .. والأرض هي الأم طيبة تقبل كل من يؤوب إليها بالتواضع في المقدار .. أما السماء فقد ترفض الاستدامة في أروقتها وقد تطلب الرحيل عن الأجواء . 

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 199 مشاهدة
نشرت فى 30 نوفمبر 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

782,744