بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(  حــروف مــن ذهــب  )

(الرسـالة ) طــوق النجــاة    !!

تاهت كثيراَ في رمضاء الشك والظنون .. وانتظرت طويلاَ تلك السانحة المستحيلة .. ثم جاءت تلك الرسالة المكتوبة بمـاء الذهب .. تمثل طوق النجاة لحائرة في بحار الشوق .. المداد عطـر ونهر .. والأسطر فجر وسحر .. والكلمات عـز وفخـر .. وكل حرف يعادل في وزنه الأمجاد والشموخ .. تلازمت الكلمات وتزاملت في عقد مرصع بدرر المعاني .. الحروف تسابقت في المكانة والتفاضل .. وكل حرف يرفض التنحي والتنازل عن الدرجات والقيافة والفخامة .. ويرفض الإقرار بمنهج التواضع والضحالة .. حيث قمـة الدهاء والإباء والكبريـاء .. آيات من سحر الضاد تمثـلت في لوحة جميلة منمقة أخاذة .. وإيحاءات من حلل المعاني العالية السابحة في أعالي الخيـال .. وهي تلك الشاردة من عرين العبقرية الواثقة .. تعطر الأجواء بتلميحات عميقة عبقة نضرة تدغدغ الوجدان .. والأسطر تجري سهلة سلسة تجاري الحرير في الرقة والنعومة .. وفي عمق الحروف تكمن أريحية الفرحة التي تعصر القلب بالبهجة والحبور .. وقد جاءت نوازل الغيث بعد طول جدب وحرمان .. حيث ذلك العصر الكريم الرحيم الذي أعقب مواسم الرمضاء والتعكير .. وحيث تلك الغيوم العطرة التي غطت بأجنحتها لفحات النار والهجيـر .. تجليات من محاسن الصدف التي تخطت سياج التكهن والحسبان .. وصدفة من روائع الصدف التي لم ترد يوماَ في خاطر إنسان .. كل حرف جاء يتكلم بروعة الفصاحة وقوة اللسان .. وفي مدارها تسبح أقمار من ( النقاط ) كما تسبح علامات الفتحة والكسرة والشدة والتنوين والإدغام .. ثم إشارات الوقفة والشولة والتسكين والإبهام .. وتلك علامات التعجب التي تجلب الإعجاب والافتنان .. وكذا علامات السؤال التي تطلب الإجابة والتفسير والاستفهام .. وكلها مبررات تجلب الفرحة للقلب وتدغدغ الأشجان .. كما تطرد عن النفس هموم الماضي والأحزان .. حيث ذلك الماضي الحزين الذي كاد أن يسافر في زحمة النسيان .. وتلك الحروف حين قالت قالت الكثير وكشفت أسرار الوجدان .. فيا عجباَ كيف تلاشت غيوم الهموم لمجرد الإشارة بالبنان ؟! .. وقد جرى الأمر في لمحة البصر حيث أصبح الأمن والأمـان .. وتلك النوايا قـد سكتت دهراَ لتبوح فجأة بدرر الكلام !!.. ذاك المداد وذاك المقال وتلك الأسطر وتلك جولات الأقلام .. أما تلك النفوس فطالما تعالت وتعففت في الماضي عن مزالق الهوى والهذيان .. وكم وكم أقيمت سدود المنع والزجر التي تعني المحال في الوصال والاتصال .. وكم وكم أجلبت ظلمة اليأس التي أجبرت أنفساَ تكتم اللوعة وتفكر في الانتقال .. حتى جاءت لحظة الفرحة حين أنفلج الصبـاح بتباشير المرسال .. وفي يده تلك الرسالة العطرة المسطرة بدرر الحروف والمقال .. عندها أمسكت النفوس عن خيارات الموت والانتحار .. لترقص طرباَ وفرحاَ من روعة المـآل .. ثم وجدت راحة البال والهناء في أروقة تلك السطور والمقال .. ونفضت عن ذاتها غبار اليأس ثم أزالت من حول عنقها أسورة الحبال .. فتلك الرسالة جاءت كطوق النجاة تشد نفساَ نحو الحياة وتشدها نحو الآمال .. وهي تمثل شهادة ميلاد لعهد جـديد يطرد أيام الجفاء والفصال .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 154 مشاهدة
نشرت فى 29 نوفمبر 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

782,745