بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحيـــرة المزمنـــة   !!

محنة العجز ومحنة الصبر !! .. علة أجنحة الطائر العاجز عن الطيران .. إذا خاطر بالعلياء فالسقوط أكيد .. وإذا خاطر بالبقاء فالهلاك أكيد .. والمعضلة في أرض تجلب الويلات لأهلها حين تجود وحين تمسك .. كثرة الاخضرار والوفرة وكثرة العطاء منها لا تجلب لحظة سعادة لأهلها .. بل تلك الكثرة والوفرة تسبب المزيد من الشقاء والعناء .. فهو ذلك الجشع والطمع والنفوس التي تعودت الشح والمضرة .. وأيضاَ هي تلك الأرض حين تشتكي في مواسم الجدب والرمضاء فالشقاء هو الشقاء !! .. والأرض من حولنا تلفظ من جوفها كل ألوان الذهب لأهلها .. الأصفر والأحمر والأخضر والأسود .. والنعم فيها تدفق كالأنهار .. وهي تغطي ساحات أهلها حتى تفيض عن الحاجة رغم البذخ والإسراف .. وتغطي ساحات الجوار تلو الجوار إلى أبعد المسافات .. والأرض لدينا هي تلك الظالمة المجحفة القاحلة ..  والتي حين طولبت بما في جوفها أبت إلا أن تلفظها على مضض في مناطق الخصم والأعداء ..  وما كان يضيرها لو أنها تدفقت بخيرات جوفها في المناطق الشاسعة الآمنة المطمئنة الواسعة !؟؟ .. فلما العناد والحرمان من أرض تسكن في حدقات العيون وتحتل شغاف القلوب ؟؟!!.. ولما تلك الوقفة المحيرة والعقاب الجماعي من أرض يتغنى بها أهلها صباحا ومساءَ .. ويجتهد المجتهدون بالقول بأن العلة ليست في الأرض في حد ذاتها إنما العلة في نفوس أهل الأرض  .. فيرون أن تلك النفوس ليست بريئة ومخلصة وطاهرة .. إنما هي تلك النفوس المليئة بالشوائب والذنوب .. والتي تحمل الأحقاد والحسد والجشع !!.. وتلك سمات توجع الكبد إذا صحت .. ولذلك يفضل البعض بأن يبرر العلة بحكمة أخرى .. فيرى أن أهل تلك الأرض يتسمون بالصلاح وبقوة الإيمان بالله .. ومقدار الابتلاء والامتحان قد يعادل أو يفوق مقدار الإيمان .. وفي تلك الحالة فإن الصبر على البلاء والابتلاء أولى وأفضل .. ولا يجوز الشكوى من سوء الأحوال .. وفي خضم المجريات مازالت دائرة الحيرة دائرة تلاحق الأجيال تلو الأجيال .. والنفوس تتوق وتتمنى دائما أن تتبدل الأحوال إلى الأفضل ثم الأفضل .. كما تتمنى الوفاق والاتفاق والعناق بين الأرض وأهلها .. وتتمنى أن تدفق خيرات الأرض السطحية والجوفية لتعم المدائن والقرى والأرياف بالرخاء والنعيم المقيم .. والأرض في الكثير من مناطق الجيرة البعيدة والقريبة قد أسعدت أهلها .. وتلك الأحلام بالسعادة والرخاء والهناء تراود النفوس هنا أيضاَ .. فهي تلك النفوس الصابرة الصامدة المناضلة المكافحة ..ثم هي تلك النفوس العاجزة التي تفقد الحيلة .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 157 مشاهدة
نشرت فى 15 نوفمبر 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

807,269