بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الأصــل والمقلــد   !!

شتان حين يتكلم اللسان عن الجرح والألم وحين يتكلم الجرح عن الذات والألم  .. واصف يصف الداء من أصداء القلم .. وواصف يصف الداء من أصداء السقـم والألم !! .. والدرجات تتفاوت في عالم المظاهر .. كلام عن الإحساس قد يكون مبذولاَ لترطيب الخواطر .. وكلام هو ذلك الإحساس النابع من عمق الخواطر .. والآهات والزفرات قد تكون مجرد إيحاء يعبث به اللسان .. كما أن الآهات والزفرات قد تكون نافذة ودافقة يطلقها الوجدان .. والدموع في خدود الناس لا تتساوى في المدى والمقدار .. فدمعة تغادر الجوف حين تبكي منابع الكبت والكمد والغليان .. ودمعة قريبة العهد تنبع عند أطراف المقل لتجامل الناس في العيان .. والنظرة قد تكون نظرة مكرمة وشفقة وليست نظرة شوق وشغف !! .. فتلك سنة المظاهر حين تلتقي المسميات عرضاَ وتتناقض المسميات عمقاَ وجوهراَ .. ولا تصدق المظاهر فهنالك دائماَ الأصل والمقلد .. والنفوس دائماَ تعشق الأصالة وتتجافى نواقص التقليد .. والكثير من علامات الأصالة يتجلى بالفطرة .. قبل تطمس بأيدي النوايا والمقاصد  .. وتتجلى روعة الأصالة عند أطفال البراءة حين يعجزون عن التحايل والتمثيل .. فهي القوارير تفقد عدة النفاق والرياء .. وحين تملك العدة تطرد من ساحة البراءة .. والأصل جوهر وصدق في القياس .. والتقليد مظهر وخدعة في الإحساس .. والأعين الماهرة الفاحصة قد تفضح النوايا عند الإفصاح .. فلا تخلو الحروف المبذولة في حال الكلام من شوائب المقاصد ..  وقد يصدق الإنسان في القول جملة وتفصيلاَ .. وذلك حين يصدق مع الله ويتجرد من عوامل المكر والدهاء .. وقد ينافق الإنسان في القول رغم الإيحاء بالأمانة والصدق .. وفي كل الأحوال يجري ذلك السؤال المحير :  أين إنسان اليوم ؟؟ .. أين ذلك الإنسان الذي يحمل الصدق والبراءة في عمق الوجدان وفي كل الأحيان ؟؟ .. سؤال يحير ويفرض الدهشة !! .. ولكن الواقع المرير المعاش يطرد عوامل تلك الدهشة وتلك الحيرة .. ففي كل مسارات الحياة تجري إشارات الأصالة وتجري إشارات التقليد .. وقد نلاحظ نوادر الصدق والأمان في بعض الأحيان .. كما قد نلاحظ شلالات الكذب والنفاق في أكثر الأحيان .. واليد الممدودة للسلام والإخاء قد تكون ملوثة بألوان الغدر والخيانة .. وتلك علامات البشاشة في الوجوه قد تغطي ألوان الأحقاد في الصدور .. فدائماَ ذلك الران الذي يخفي الأصالة بزيف المظاهر .. والأحوال في هذا العصر تقتضي الفراسة والمهارة عند غربلة المحتويات .. وذلك الغربال حين يرج يسقط أغلبية المحتويات من زبد الهوامش لتبقى في النهاية أقلية الأصالة .. مما يؤكد حقيقة أن الأصالة ندرة في التواجد والمقلد وفرة في التواجد .. كما أن للأصالة قيمة عالية غير قيمة المقلد .. وقصة الأصالة والتقليد تتجسد صادقة عند التعامل مع ماديات الحياة وقطع الغيار .. فهنالك تجري الصراحة عياناَ وبياناَ .. وحيث الخيار في الاختيار .. وحيث كل شيء بثمنه .. ولكن المحك والمعضلة في ذلك الإنسان !! .. فهو المحير الذي يصعب التكهن حين يبادر بالمظاهر .. ويجلب الحيرة حين يستخدم إشارات الحواس .. تلك الإشارات التي تحتمل الصدق وتحتمل النفاق .. ومن أصعب الأمور قياس مشاعر الإنسان .. فهو ذلك الجدل الذي يحير العقول ويعجز الأذهان .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 207 مشاهدة
نشرت فى 14 نوفمبر 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

807,334