بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

أيــن هــؤلاء مــن هــؤلاء  ؟؟

قائد الأمس هو ذلك المبجل النبيل الذي ملأ صفحات التاريخ بالسيرة الحسنة والتواضع ..  ذلك الزاهد الرافض المجبر على القيادة .. وقائد اليوم هو ذلك المتسلق المتسلط الذي يبكي الرعية ويغم الصدور بشوائب السيرة .. هو ذلك الجدل المتناقض الذي لا يجلب السعادة للأنفس .. يريدك دائماَ ضمن الذين يهتفون ويصفقون طوال العمر .. فهو يحب التملق والموالاة بدرجة الجنون .. يريدك في كنف الجوقة المتسلقة المتلهفة التي توالي حين يقوم وحين يجلس .. يريدك أن تمجده كلما أتيحت الفرصة بالحقائق وبالافتراءات .. تقول عنه محاسن الصفات حتى ولو كان يفتقد تلك الصفات  .. ذلك هو المرغوب الأساسي .. وبالعدم يريدك ضمن الذين يلتزمون الصمت عند الأوجاع .. وبالعدم يريدك أن تبكي حين تريد البكاء دون الإشارة لمسببات البكاء .. وبالعدم يريدك أن تبكي خلف الستار بعيداَ عن الأعين والأنظار .. وبالعدم يريدك أن لا تتجرأ بالطعن المباشر في الصميم .. وبالعدم يريدك أن تعمم الشكوى بجدل قائم حول العالم دون تخصيص المكان والزمان .. وبالعدم يريدك حين تريد الإشارة أن لا تشير مباشرة لمسبب الداء والبكاء .. وبالعدم يفضل أن تكون الإشارة بأطراف البنان نحو ذلك المبهم المجهول .. وبالعدم يريدك حين تنبح أن تنبح خارج الديار .. وبالعدم فإن تواجدك داخل الديار لا بد أن يكون تحت الرقابة والحصار .. وبالعدم فأنت ذلك العنصر الخطير ومن وراءك تأتي الأخطار .. وبالعدم فإن عليك السمع والطاعة في السراء والضراء بالليل والنهار .. وبالعدم فإن أفضل الأمكنة التي تناسبك أن تتواجد خلف القضبان والأسوار  .. حينها  تختفي في غياهب السجون في ظلمات تفقد الأنوار .. وأنت ذلك المشطوب اسمك من قائمة الأحياء والأموات .. أهلك يجهلون كامل الأخبار عنك ويتيهون في وديان الظنون والأسرار ..  ومن السخرية أن ذلك القائد لا يبكي لأحوالك كما كان يبكي أمير المؤمنين عمر ( رضي الله عنه ) ..  ولا يهمه كثيراَ أن كنت أباَ تملك الأسرة وتملك البنات والصغار .. لأن مصطلح الصغار في عرف ذلك القائد هو صغار الذات وصغار السدنة الكبار .. أما غير ذلك من مسميات الصغار فيدخلون في جوقة السفاسف والأشرار .. معيار في كفة الميزان يحير حين تجري المقارنة بين سلطان الأمس وسلطان اليوم .. في الماضي سلطان يتقي الله في الرعية ويعيش في وجل حين يخشى مظلمة الناس وكبتهم وسجنهم  .. وفي الحاضر سلطان لا يبالي بالرعية ويعيش رغد الحياة حتى ولو كان فوق جثث الأبرياء !! .. لا يبالي حتى ولو سكن نصف الرعية في السجون .. ولكن كل حال بحساباته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .. ذلك اليوم العصيب حين يسأل المسجوع في ظلمات السجون بأي ذنب أنت في ذلك الدرك ؟؟ .. وبأي جناية أنت ذلك المحروم من نعمة الحياة والعيشة الهنيئة ؟؟ ..  والذي أوجدك في العذاب بغير حق هو اليوم أولى وأحق أن يتواجد في سجون وغياهب جهنم ( والعياذ بالله ) .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 192 مشاهدة
نشرت فى 30 سبتمبر 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

800,747