جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
عفـواَ أيهـا الحائـر فـي دروب الأحـوال !!
نحن في عصر انفلتت فيه الثوابت بدرجات عجيبة للغاية .. والإفلات يشمل الزمان والمكان .. كما أن الإفلات يشمل ثوابت الرؤى والمعتقدات .. فالأوقات تتسارع بدرجة التمرد والجموح .. وبصورة معجزة تنكمش الثواني والدقائق والأيام .. وتتقارب الأبعاد والمسافات بنمط يخير العقول .. وتتلاحق الأحداث بوتيرة جنونية لا تتخيلها العقول .. وتختلط أنفاس البشر بذلك القدر المتوالي المزعج العجيب .. والتداخل السريع بين الأحداث في أرجاء العالم تربك الأذهان بوتيرة تخلخل الألباب .. ومن العسير المستحيل الحكم جازماَ بمصداقية أمر من الأمور .. فلا يمكن الفصل جازماَ بين الصالح والطالح .. لأن الثوابت تفقد المصداقية الحاسمة فلا تثبت عند حال .. ولكنها تتحول وتتبدل بين لحظة وأخرى .. تجاري الأهواء وتجاري الكيديات والمؤامرات .. وهذا العصر العجيب لا يفرح فيه العاقل الحكيم لحدث من الأحداث .. لأن الحدث عرضة للتلاعب والمؤامرات .. ولأن الحدث وقفة تحتمل الكثير من الخلفيات المبهمة التي تخالف الحقائق .. والصور المتمثلة أمام الأعين هي في الغالب الأعم من أرحام الزيف والضلال والتأليف .. والعالم اليوم اعتاد وأجاد فنون التمثيل والاحتيال .. فلا يمكن الجزم والحسم بظاهرة من الظواهر .. وقد اختلط الحابل بالنابل .. فالأعداء في الظاهر قد يكونوا أصدقاء في الباطن .. كما أن الأصدقاء في الظاهر قد يكونوا أعداء في الباطن .. والمتمعن اللبق يجد في هذا العصر أن الأمور قد تشبعت بهالات من طلاء الزيف والرياء .. فئات وجماعات تجاهر بالويلات وسوء الأحوال ولكنها قد تكون كاذبة منافقة تستجدي الشفقة لحاجة في نفس يعقوب .. وفئات وجماعات تبشر بنعيم الأحوال ورغد العيشة والرخاء ولكنها قد تكون مجبورة بالقول لأن الخناجر قد تكون فوق أنحرها .. والأمور أصبحت كلها مربكة محيرة .. والتخلخل قد تفشى في أكثر مسارات العالم .. وهنالك الكثير من العلامات التي توافق علامات الساعة الكبرى .. وذلك الجدل أصبح البعض يؤكده لتبرير مجريات الأحوال التي تدور اليوم فوق سطح الكرة الأرضية .. فتن كسواد الليل تلاحق الأمم والشعوب وتنفجر هنا وهنالك .. وأحداث كغبار البراكين تغطي وجه العالم .. ولا يمر يوم دون ذلك الجديد الخطير من كبائر الأحداث التي تفقد الناس شهية الحياة .. نوازل من تلك الأحداث الكبيرة المتلاحقة المتدفقة كسيول الجبال .. تلك الأحداث التي تشغل العالم عن البناء والتعمير والسلام .. لتكون الحروب والتناحر والدمار هي السمة الغالبة فوق وجه الأرض .. وتتوالى تلك الأحداث بوتيرة مزعجة سريعة للغاية .. فقبل أن ينتهي حدث من الأحداث عند المصب ينفجر حدث آخر عند منبع الأرحام .. أحداث وأمور كالحة سوداء تزعج الأنفس وتشيب الولدان وتخلل الأذهان .. والمجريات فوق سطح الأرض اليوم هي خارج سيطرة تلك العقول الواعية المبصرة .. فهي مستحكمة تحت سيطرة العقول الخربة التي فاقت عقول النازية .. تلك العقول التي تقود العالم نحو الهاوية .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش