بسم الله الرحمن الرحيم
اللحظـــة الحاسمـــة ؟!!
أربكها عدم العدالة في السجال .. حيث المبذول من الإخلاص دون المقابل من العطاء .. وحيرتها سيرة الأحوال حتى سألت ببراءة الأصفياء : لما تلك المسايرة بخطوات عقيمة التناغم ؟!.. ولما تلك الإشارات الباهتة التي تعكر حلاوة الترحيب عند اللقاء ؟ .. ولما الضبابية كوشاح الحرير تحجب الشفافية بنوع من الغطاء ؟؟ .. ولما ذلك الجدل الخفي يشاقق الضحكة فلا تبلغ المدى .. وتلك العيون فيها بوادر الحزن رغم أنها تدعي سلامة الخطى .. والنفس فيكم تشتكي من ضائقة تنازع الصدر حين تريد الهوى .. ثم نراك تلتزم الصمت والصبر رغم مرارة العثرة .. والأنامل حين تتعانق نحس فيها علامات التمرد والتنافر .. والبوح مبذول من الصدر خالياَ من حلاوة الإطراء بالمعنى .. والنظرة تتجافى ولا تلاحق النظرات بشغف يجلب الرضا .. وإذا لاحقت تجامل مجبرةَ تفقد الإصرار وتفقد العمق في المدى .. والبسمة لا تبلغ قمة الإشراق واللمعان .. فهي تلك اللمحة الخاطفة الباهتة التي تموت فجأةَ كبسمة العذراء .. ونحن نفقد الصراحة في جسور البين حين نواصل ذلك المشوار .. ونؤكد سلامة المسار عندما تتواجد الأعين بالجوار .. نفتقد الصدق في ذلك الإدعاء ونفتقد صريح الحوار .. فذلك المشوار مشوب بغموض توجب الوقفة بالتفكير .. والكثير من العلامات تعكر صفـاء ماء الغدير .. وتلك دلائل تحير العقل حين ترد من عاقل يدعي العدالة في المقادير .. والجانب فيكم يكتم سراَ دون إشارات تلاحق بالتبرير .. وصدرك كتاب مبهم لا يفصح بكامل التفسير .. والدلائل تؤكد بأن الضمير ينازعكم بالكثير والكثير .. فلما التواري خلف سياج الصمت وإخفاء ذلك الخاطر الدفين ؟؟ .. وما الذي يحجب جرأة الإقدام بالتحدي والإفصاح رغم مرارة الإفضاء ؟؟ .. فالمسار على بساط النية البيضاء خير من مجاراة الزيف بالطلاء .
نظر في الآفاق نظرةَ انفردت بها العين والقلب لا يساهم في القرار .. والعقل ذلك الشارد الذي أفاق من لطمه السؤال .. كان يواري الآهة خلف الأضلاع ويتقي بالصبر كوامن تلك الأسرار .. كان يأمل من القلب أن يتنازل ويسمح بلحظة توبة واستغفار .. ولكنها تعجلت حين جاءت تنقب السيرة بإصرار .. وحينها بدأت تلوح في الآفاق مواسم الرياح والإعصار .. فطالما تحاشى كثيراَ تلك اللحظة القاسية وحيث كان يخشى قسوة القرار .. والسؤال منها أوجب سجالاَ يضع النقاط فوق الحروف .. فالعين قد رأت حين رأت تلك اللمحة الجارحة .. والأذن قد سمعت حين سمعت تلك الجملة الخاطفة .. فلم تكن تلك الوفية المخلصة عبر مشوار السنين .. وقلبها قد مال يوماَ حين أرادات ساحة الآخرين .. ثم عادت حين أبى الآخرون ساحتها رغم بكائها والأنين .. أرادت التخطي بأقدام تدوس فوق جراح المخلصين .. لا تبالي بمن يعاني ويشتكي كما لا تبالي بدموع المحبين .. رمية غير صائبة أصابت بها قلباَ بريئاَ كان يكن لها الإخلاص الدفين .. وعاش مرغماَ رغم الجور في زمرة الغافلين .. وجاءت الآن تنقب السيرة المحزنة ولا تدري أنها قتلت السيرة منذ سنين .. كشف لها المكنون في الصدر من الأسرار بالدلائل والبراهين .. وأفترش لها تلك الأسرار التي طمست في الأعماق رغم العلم باليقين .. ثم قال لها الآن قد آن الوداع وهذا فراق البين .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش