بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

عيـد يطـرق أبـواب أمـة فـي ساحـة المدافـن   !!

أيها العيد السعيد كيف لنا أن نفرح وتلك الأحوال تنادي بالويلات ..  وكل يوم فيه تفقد الأمة جملةَ من الأحباب .. تفقد الكثير من أرواح الأشقاء في الإسلام .. دماء طاهرة تسيل هدراَ في حالة غفلة وضعف من الأمة .. وتتم المذابح يوميا بحقد غير مسبوق .. وتتساقط قنابل الغدر والحقد على أمة تعاني الويلات من الحصار والتجويع والقتل والدمار ..  شعب يستقبل الموت والدمار براَ وبحراَ وجواَ بغير رحمة من عدو غاشم لا يرحم صغيراَ ولا كبيراَ .. والأمة الكبيرة تقف حائرة عند المحك في خيبة تمثل العجز .. ذلك المحك الذي يكلف ذلك الشعب الأبي المناضل الكثير من الأرواح الطاهرة البريئة  .. وتلك مقابر الشهداء تستقبل يومياَ المئات من جثمان النساء والأطفال والرجال .. تستقبل جثمان أطفال أبرياء ما زالت ملابس عيدها في الأحضان .. وسوف يأتي فجر العيد على الأمة وهي حزينة تتوضأ لصلاة العيد وماء الوضوء تذكرها بدموع الأرامل والأيتام .. وسوف تلبس الجديد للعيد وملابس العيد سوف تذكرها بالشهداء والأكفان .. والعيد عظيم يستحق الاحتفال والأفراح ..  ولكن الأحوال الظالمة التي تقع على الإخوة المسلمين الأعزاء هنالك تجبر الأنفس لتبكي بحرقة وبحسرة  .. حيث الساحات التي تكسوها مظاهر الأحزان والأتراح .. وحيث المرارة التي تمزق الأكباد والوجدان .. كيف ترقص الأمة بفرحة العيد السعيد وهنالك أخوات من الأمهات المسلمات تستقبلن العيد بعيون تزرف الدموع على فلذات أكبادهن ؟؟ .. وكيف للأمة أن تتذوق حلاوة العيد ومشاوير الأفراح وأخوة لها في الإسلام يستقبلون العيد في خنادق النار ؟؟ ..  يواجهون الويلات ويواجهون أقسى وأمر الظروف والأحوال  .. وتلك الصورايخ الغادرة الهادرة تصدهم وتعيقهم عن الصلاة والقيام والتهجد .. كيف يفرح ويمرح أطفال المسلمين في الحدائق والمنتزهات وأطفال غزة في المخابئ والخنادق في يوم عيدهم  ؟؟ .. فالأمة الإسلامية أمة متعاضدة يجب أن تبكي حين يبكون وتفرح حين يفرحون  .. والمسلم أخو المسلم في السراء والضراء :

وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد ، إِذا اشتكى منه عضو :  تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ))

والأمة الإسلامية سوف تصلي بإذن الله صلاة العيد امتثالاَ وطاعة لله ..  وفي الأذهان صورة هؤلاء الإخوة الأعزاء الذين يرضخون تحت نيران الأعداء .. ليكون الدعاء لهم بالنصر والفرج القريب بإذن الله .. ولسان حال الأمة يقول لهم نحن معكم بقلوبنا في كل الأحوال ..  فإذا كان العجز في المقدرات التي تردع الأعداء وارداَ حالياَ ومتمكناَ في الأمة فإن المقدرات في أفراد الأمة متوفرة بإذن الله بالقدر الذي يساند بالدعاء .. والإقرار بذلك العجز أصبح ملزماَ حيث لا مفر من الحقيقة .. وحيث لا يفيد الادعاء بغير ذلك .. والقادة الكرام بغزة يدركون جيداَ مكامن العجز في الأمة وأسبابه  .. ولكن في المحصلة فان النصر من عند الله رب العالمين .  

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 144 مشاهدة
نشرت فى 23 يوليو 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

766,867