بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم 

عيـــن القمــــر  ؟؟

عين سافرت عبر الزمن .. شاهدت ما لا يخال الخيال .. وما لا يخطر على قلب بشر .. شاهدت مراجل الشمس تغلي بألوان المحـن .. ذوائب حمم من عنفوان جهنم تسيل كالنهر .. تغلي وتفور وتجور باحمرار واصفرار يقود الموت كالرسن .. ثم تلاحق المسافات لهباَ وشرراَ لتؤكد الكمال في القوة .. والاقتدار في البطش .. والسطوة في ملاحقة الزمن .. كما شاهدت تلك الزلازل في الأرض تغتال السكون والهدوء وتبيد القرى والأمصار في لمحة البصر .. وتلك البراكين حين تفقد الأمل بعد طول صبر وانتظار تتمرد فجأة لتهدد وتزمجر وتعربد بالخطر .. تنفث النار من جوفها لتلاحق السماء ثم تسقط على الأرض كالمطر .. ومن أرحامها أنهر الحمم تجري فوق بساط الأرض لتحرق اللين واليابس والحجر .. ونيازك الكون تشق عباب السماء ثم في لحظة تلجم المسافات المستحيلة بسياط الانشطار والشرر .. وجيوش العواصف والزوابع والأعاصير حين تغضب تجتاز السهول والجبال والوديان والبراري والبحار والأنهار دون رادع يردع القدر .. تلك لحظات القوة والاقتدار بحكمة الواحد الجبار .. تعقبها لحظات الرأفة والحنان والرحمة حيث نوازل النعيم والأمطار .. عجباَ فيض يولد من أرحام السحب والبرق والرعد حيث الوفاق والتواد بين الماء والنار .. والمولود هو ذلك الكرم الهادر المتدفق من السيول والبحار والأنهار .. والسماء حين تكون سخية تنادي بالوليمة حيث قوافل السحب التي تتجمع وتترفل وتترحل فوق الروابي والسهول والأقطار .. لا تبخل ولا تمسك ولا تمنع إنما تنهمر بالجود والكرم لتكتسي وجه الأرض بالمروج الخضراء والأزهار والأشجار .. كر وفر وسجال حيث الغضب والجبروت الذي يظهر المكانة والاقتدار .. وحيث الرحمة والرأفة التي تظهر قمة العطاء والوفرة والمدرار .. وتلك سنن الأحوال في الكون حيث الشدة ثم الرحمة ولا دوام يلتزم بالأبدية والثبات بقوة المسمار .. وعين القمر كم شاهدت لحظات وكر وفر في حياة البشر حيث نوبات البكاء والنحيب التي تعقبها نوبات الانشراح والانتصار .. وكم تلك الليالي التي جمعت قلوباَ تحت ضوء القمر وهي تنتشي بالضحك والأسمار .. تخوض في غمار العشق ثم تتعانق بالأحضان في خيمة الأسرار .. وكم تلك الليالي التي بكت فيها العيون وحيدة تشتكي من ظلم الأحبة بالهجر والفرار .. وتلك الوحيدة تجترع مرارة اللوعة والأحزان في جوف الليالي ثم تخفي السر عن الأبصار .. وأخرى مخدوعة تسرح بأغنام إبليس في الخيال ثم تقف بأغنامها عاجزةَ عند حافة الأسوار .. وأخرى تحلم الليالي بخل يلازم العمر بالحلال حتى مشارف الموت والإقبار .. وأخرى أرمـلة تحن لذلك الماضي حيث الخل الذي رحل في ذمة الأقدار .. وحيدة تؤرقها الذكريات فتجري دموعها متدفقة توحي بالانهيار .. وأخرى بشروها بالخطيب فإذا هي تمضى الليالي في نشوة الفرح والنضار ..  وذلك العاشق يلتوي عشقاَ عند أنصاف الليالي ثم يفضح السر بالنثر والأشعار .. وذلك المسخوط يرسم المحال في الخيال لينال مرغوباَ يوسم بالخزي والعار .. وذلك الأحمق يركض العمر خلف الدنيا يجمع الفانية ولا يكتفي بالإكثار .. يفني العمر في غفلة وهو يحلم بتلك الأضواء والأنوار .. وذلك الجشع الطامع همه كنوز الآخرين فيسرح الليالي هائماَ يسرق ويتطفل في بيوت الناس فوق الجدار .. وذاك العابد الخاشع يلتزم مسارات التقوى ثم يقوم الليل بالصلاة حتى نداء الأسحار .. فتلك الليالي تحمل في عمقها أسرار الخلائق وعين القمر قد ملت من كثرة الأسرار . 

ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 107 مشاهدة
نشرت فى 13 يوليو 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,297