بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مـازال حــزني ينـزف  !!

رحلت أريد الابتعاد .. والعين تأبى الالتفات .. وذاك العمق يشتكي النزف من جرح الشقاق .. وقسوة المآل تدفع الأقدام لتجد بالابتعاد .. وهنالك صوت ينادي ويلح بالاقتراب .. فكيف لمجروح الفؤاد أن يرتد عائداَ لمرافئ الأنات والآهات .. وهو الراكض الهارب من قسـوة الأحباب ..  بكت عيناه يوماَ حين أوصدت يد في وجهه الأبواب .. والحسرة والندامة تجتاح ذلك الماضي العزيز الذي قد مات في صومعة الخصام .. حين توالت نوازل الأوجاع التي تعانق الأكباد .. وولت نوازل الحبور والفرحة والذكريات .. وقد مضى زمن القلب الذي كان يرتع في ظلال الولاء والإخلاص والوفاق في نعيم الجولات  .. ذلك الماضي كانت فيه مراكب الصمت تجتاز محن العواصف الهوجاء .. ومبررات العفو والإحسان كانت تحمي عروة الود بالوفاء  .. وحيث ذلك الحياد الذي كان يحد دائماَ  دروب البرق حين الاغترار بالأضواء ..  فإذا شاكت الأشواك جسداَ بكت لها الأفئدة سويةَ دون النفاق والرياء  .. وتعانق الأرواح بعضها في مودة ووفاق يمزج الدموع بالدماء .. وإذا حلمت نفس على بعد مسافة قاسمتها نفس ذلك الحلم رغم الاستحالة في المسافات  .. ولكن قالت الأقدار ..  ولو قالت الأقدار تلاشت الأحلام .. حين أطل شقاق يقتل شملاَ كان يرجو دوام الحال والبقاء .. وما كان يخطر في الأذهان أن الجبال الصلدة قد تشتكي من شروخ وليونة وارتخاء .. والعهد كان جازماَ بوفاق يلازم المعية حتى مشارف الموت والفناء .. معاَ في الشرق والغرب ومعاَ في مواسم الجدب والرخاء .. ولكن ضاعت الأحلام سداَ حين جاءت طعنات خنجر بالغدر يغتال قلباَ من قلوب الكرماء .. وجاء من ينكر الماضي وينادي بالانشقاق والانفطار والشقاء والجفاء .. غفلة وإفراط في جملة أحلام وأوهام أطمعت قلباَ يريد الانطلاق نحو السماء والفضاء .. وأطياف سراب خدعت قلباَ اشرأب نحو العلا تلك القلاع والقصور والثراء ..  تتراءى له الأوهام بجدل سوف يفصح يوماَ عن ذاته حين تسقط أوراق الخريف والشتاء  .. حينها سوف تجدب الأعواد وتكون خالية من نعمة الاخضرار والنماء .. في رياض قاحلة مجحفة تفقد الرفقة وتشتكي من ندرة الأزهار والأهواء  ..  وعندها يستحيل العودة لماضي الربيع والهنـاء والصفاء  .. ولن يفيد البكاء أحداَ حين يتمنى ويعشق العودة للوراء .. أرحل عنهم اليوم وأحمل الجراح في كبـدي تاركاَ أمري في كفة الأقدار .. وسوف أجتاز محنة الويلات حين أدفن ذكرياتي في أعمق الأغوار .. ثم أنجو بنفسي مجافياَ لفحة النار بالركض والفرار .. وأسأل نفسي معاتباَ في حيرة من يطيب خاطري لو كان من يطيب خاطري هو ذلك الجاحد الغدار ؟.  

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 114 مشاهدة
نشرت فى 22 مايو 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,673