جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بســم الله الرحمـن الرحيـم
طيـور الجنـة فـوق أكتـاف السحــاب !!
أذهلتني صغار الأزهار في المروج .. تداعبها نسائم الخمائل .. فأرغمتني روعة دلها لأرتاد سحب الأطياف النبيلة .. وحملت في الكف قبساَ من باقة فرخه يافعة جميلة .. وقلت للكف تمهل في تناول تلك القوارير النضيرة .. هي تلك الهشة الرقيقة كالحرير في رقة التيلة .. وحينها ضحكت أنفس صغيرة .. فضحكت من ضحكتها ولا أدرى ما الذي أضحكني في السيرة .. وأنستني عالم الأحزان تلك البراءة السخية المطيرة .. وسافرت في عوالم الصفاء حيث أنوار الهيئة البريئة .. وتشع الأفراح من أفئدة حرة سلبت عقلي لأنسى سطوة الوقار .. لحظات هاجرت فيها بعيداً عن هموم عالم الكبار .. لألتقي بربوة وجنه ذات عبق فيها مرتع الأحباب الأبرار .. هم زينة الساحات كالفراشات الزاهية .. وهم زينة الحياة حيث الحياة بغيرهم جفاء بقسوة الرمضاء في الصحراء القاسية .. يركضون ويضحكون بضحكة سريعة الزوال والفناء حيث ضحكة طارئة .. إضاءة سريعة لثغور بريئة كنقطة الندى تتلاشى في لحظة زائلة .. والخدود نضرة نيرة خالية من آثار أحزان جارحة .. الفرحة يجمعونها في بوتقة من القلوب اليافعة النامية .. وتلك وجوه صغيرة رشيقة لطيفة هانئة .. وأنفس رقيقة رقة أجنحة الفراشات الهائمة .. يبذلون الضحكة صدقاَ من الأعماق ولا يعرفون الحيل والمظاهر الخادعة .. والدنيا لديهم مجرد لحظات جميلة زاهية .. هي تلك اللحظات الجارية ولا يبالون بهموم الأيام الآتية .. والله قد حكم بأن المال والبنون زينة الحياة الدنيا والصالحات باقية .. وقد صدق الإله فيا لها من زينة تلك القوارير المورقة اليانعة .. الروعة والبراءة في براعم إنسان تنمو تحت رعاية ملائكة راقيـة .. وبأيديها تحرس الملائكة ساحة الأحباب وتطرد الشيطان حين يقترب من رياض الغزلان الوادعة .. تلك الرياض التي تنوء بألوان البراعم والأزهار الناضرة .. تخلو من اللسعات والأشواك والمخاطر الدانية .. زرافات من البراعم تملأ الساحات بالرقص والمرح وهي للسعادة جالبة .. وزمرة أخرى تنطلق وتركض في لهو ومرح دون خوف من الصيحات والنصائح الغالية .. كأنها لا تبالي بأمر الأخطار فالأقدار تحميها من النوازل الدانية .. وتلك طفلة جميلة غلبها النعاس فنامت لا تبالي بهمسة النسائم الراقصة .. ولم تمنعها مجريات الروض بل أوجدت حولها سياج أحلام فوق سحب عالية .. فنامت قريرة عين هادئة مطمئنة وادعة .. وحين دنوت منها أشاروا بأنامل الصمت فمشيت الهوينا كما تمشي أنامل الطبيب فوق جرح حذراَ من صيحة قاتلة .. يا لها من روعة طفلة نائمة وفي ثغرها تلك البسمة الساحرة .. لو نظرت إليها السحابة لأمطرت جودا وإكراماَ للؤلؤة في كفوف أهلها قابعة .. اجتمعت المحاسن في المهد حيث البراءة والكرى والأحلام ثم السيرة العاطرة .
ـــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش