بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

يـا ليـت حـواء أكتفــت بالنجبـاء  !!

يجري في هذا العصر الكثير والكثير من عجائب الأمور .. هناك من يجتهد ويخطط ويبني عمران البلاد والأوطان طوبة تلو طوبة .. وهناك من يعقب بالمرصاد لينزع العمران طوبة تلو طوبة  !! ..  فذاك يبذل الليل والنهار ليبني ويعمر وذاك يبذل الليل والنهار ليعقب ويهدم !! .. فدائماَ تلك السيرة المعهودة حيث الدمار الذي يعقب العمار !! .. وبالتالي فإن الأحداث في الكثير من البقاع تدور في حلقات مفرغة تسببها العقول الناقصة الفاقدة للأهلية والأحقية  .. تلك العقول العاجزة عن مسايرة عقول الكبار في ساحات العالم .. المتدنية في معدلات الفهم والتقدير .. فتلك السنوات الطويلة من الكد والجهد في البناء والتعمير وإيجاد مقومات البنية التحتية للبلاد من والطرق والجسور والأصول العامة للدول والمصانع والمدارس والمعاهد والمشافي وخلافها تهدم وتدمر وتضيع سداَ في سنوات قليلة من حالات الحروب الأهلية والتناحر والنزاعات  .. تلك النزاعات التي تريد الإصلاح وهي تبيد الإصلاح !! .. بجانب الفقدان العظيم من الأرواح الكثيرة البريئة الطاهرة .. والإنسان في ساحاتنا هو ذلك الجدل الذي يمثل المحك الأول والأخير في أسباب التأخر والتواجد في ذيل الأمم والشعوب  ..  وهو السبب الأول والأخير في عدم مواكبتنا للدول المتقدمة من حولنا .. تلك الدول التي تهتم وتبني الإنسان قبل أن تهتم بالإعمار .. وحين يكون الداعي نرى الإنسان لديهم يسلك المسالك الحضارية ليطالب بحقوقه ومستحقاته بالطريقة الديمقراطية السليمة  .. ويحتج بالأسلوب الحضاري الراقي حيث يتخذ العلامات والإشارات التي تفيد بأنه صاحب مطالب شرعية ..  وأنه محق في تلك المطالب التي يحتج من أجلها .. وقد يجعل تلك المطالب مكتوبة في يافطة صغيرة يرفعها للجهات المسئولة وللعالم  .. كناية عن الاحتجاج ..  أما الإنسان لدينا فهو ذلك الفاقد للحكمة في كل الأحوال ..  وعندما يكون لديه دواعي الاحتجاج والمطالب فأولى خطواته تبدأ بالإحراق والتدمير ..  فهو يظهر نوعاَ من الأحقاد الكامنة المبطنة .. ويظهر بتلك التصرفات الرعناء المبالغة والمقترنة بمظاهر الجهل والغباء .. فنراه يحرق الأخضر واليابس .. ويدمر الممتلكات العامة والخاصة .. والبعض ينهب ويسلب ليسقط في الحضيض .. وإذا دخل في المواجهات الصريحة ضد جهة ما فإنه يجتهد بكل ما يملك لتدمير الممتلكات العامة .. وتدمير مقومات البنية التحتية ..  فهو بغباء شديد يحارب نفسه والظن منه أنه يحارب الآخرين .. ويظهر الانتقام وهو ينتقم من نفسه !! .. ولو عقل وفهم فهو المتضرر الأول والأخير من تلك التصرفات الرعناء .. يهدم ويدمر في الوقت الذي فيه هو يطالب بالبناء والتعمير !! .. تناقض عجيب يليق بعقول جوفاء تماثل الطبول .. ليست لديها مثقال ذرة من الإدراك الواعي .. فهو لا يملك المقدرة في إدراك الفرق بين الشخصية الاعتبارية التي تعني الدولة والشخصية الحقيقية التي تعني القيادة .. ولذلك فهو ينتقم من الشخصية الاعتبارية على أساس انه ينتقم من الشخصية القيادية .. منتهى البلادة ومنتهى الغباء .. ففي سويعات قليلة نرى جموعاَ متخاذلة تقوم بتلك الأعمال المتخاذلة المتدنية  .. حيث يتم إحراق وتدمير الكثير من مراكز ومواقع الخدمات العامة والخاصة في البلاد  .. همجية تخرج عن أصول مسميات الحضارة والتقدم  .. وفوضى يخرج عن سلوكيات الإنسان الراقي ليدخل ضمن سلوكيات القردة المتوحشة ..  تلك الأحداث التي ترد عادة عند حالات الفورات والثورات العشوائية الطارئة .. وهناك أعجب منها في الحالات الصريحة بالمواجهات ضد الجهات المسئولة ..  حيث يتعمد البعض المتحارب في تدمير البنية التحتية للبلاد  ..  والظن منه إنزال الأوجاع للجهات المسئولة .. وتلك فرية ظالمة للغاية حيث أن تلك الأوجاع لا تكون على الجهات المسئولة بقدر ما هي أوجاع كالحة على عموم الشعب في حينه وفي المستقبل .. والجهد الأكبر بعد سنوات النضال والكفاح يضيع سـداَ في إعادة بناء الهياكل المدمرة بفعل الأغبياء من الناس .. تلك السنوات التي كانت أولى بها بذل المزيد من الجديد في العمران والبناء .. وهي السنوات التي تسمى سنوات إعادة التعمير والترميم .. والمهازل ترد تباعاَ حين تكثر في الجموع الأغبياء من أبناء حواء .. فيا ليت حـواء أكثرت من النجباء وأمسكت عن العطاء في حال الأغبياء . 

ـــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 120 مشاهدة
نشرت فى 19 مارس 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,229