بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أصبــح الخــوف ذاك البعيــد    !!

يقول أهل الحكمة : إذا كانت الضربة المبذولة غير تلك الموجعة المؤلمة فالأفضل الاكتفاء بالتهديد .. فالإقدام بالخطوة غير المحسوبة يمثل مخاطرة تتعدى الحسبان .. ويعد كشفاً للضعف المستور .. كما يكسب الآخرين مناعة ضد الخوف .. حينها تطفو على السطح حقيقة العجز القابع تحت غطاء التهويل .. وهذا العصر خطير للغاية في تملك مهارات الفراسة والتنقيب عن أسرار الأمور ..  وبقليل من الجهد تتكشف نواحي الضعف في القلاع الزائفة .. تلك القلاع التي كانت تخيف في الماضي ..  واليوم بدأ ينحرها السوس من الداخل .. ذلك السوس الذي يمثل دابة الأرض التي تأكل المنسأة .. حينها سوف تتبين للمغلوبين على أمرهم بأنهم لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين .. وكم وكم اليوم في الساحات من تلك القلاع الآيلة للسقوط .. والتي شارفت أن تواجه الويلات .. تلك القلاع المتمثلة في الجماعات والأفراد .. وفي النظم وفي الكثير من الدول .. والحقيقة تؤكد أن هذا العصر هو عصر التمرد عن الطاعات .. حيث سيرة الفئات والفئات  .. والأحداث تجري بوتيرة متشابهة وتنتشر في الكثير من دول العالم  .. خلخلة عجيبة تفكك عروة التماسك في المجتمعات التي عاشت المعية لمئات السنين والسنين .. وقد ملت الأحوال من موبقات الجور والظلم في الأرض .. والعالم قد مل من كيد الطغاة .. هؤلاء الذين يهلكون الحرث والنسل ويؤرقون الناس بالمفاسد .. النائمون تحت جبال السطوة والقهر والجبروت .. ولكن لحكمة يعلمه الله سبحانه وتعالى بدأت الهياكل تتآكل في الكثير من القلاع في بقاع الأرض  ..  ويوماَ بعد يوم تنسلخ الفئات تلو الفئات لتلتحق بالسواحل الأخرى لتنادي بحقوقها .. وأصبحت مساحات الفتن والحروب شاسعة .. وتهدد بالمزيد من الانفطارات والانشقاقات .. ولا أحد يدرك النهايات والمصير  .. وكل الشواهد تؤكد أن هذا العصر قد تخطى مرحلة الإذعان والخضوع ..  وتلك الهيابات بدأت تفقد مقوماتها يوماَ بعد يوم ..  حتى أصبح البعض منها مثل فزاعات الطيور التي تفقد هيبتها فتعتادها الطيور لتجلس فوق أكتافها  ..   ويقال في الأمثال : إذا أدركت القرود ضعفاَ في مقدرات الأسود فإنها تبدأ في احتقار الهيبة  .. وخطواتها التالية هي التحدي والجرأة لتجعل من أهل الهيبة مهزلة .. وكم مهينة تلك اللحظات التي تقتل الكبرياء ..  ولذلك فإن الحكيم اللبيب من أهل الشأن ( هؤلاء أصحاب القلاع الزائفة ) أن لا ينام طويلاَ تحت خيمة التهويل والتخويف الزائف ..  ولا يعتمد بعد اليوم على صيت الماضي الذي كان يخيف الناس من أبعد المسافات .. وهو ذلك اللبيب الذي يجتهد ليكسب طراوة السبت قبل أن تجري عليه قتامه الأحد ..  وعليه أن يفكر مليون مرة قبل أن يخاطر بضرب الآخرين .. ويدرك جيداَ أن الوقت قد حان لتسود الحكمة في الساحات  ..  والإقرار الجازم بواقع الأحوال .. وليس بالضرورة أن تكون هناك قلاع الخوف التي تصنف الفئات  .. أسياد ورعاة .. وليس بالضرورة أن يكون هناك أهل خاصة وأهل عامة فالكل أبناء آدم وآدم من تراب ..  وليس بالضرورة أن تجري الحروب في البقاع المتفرقة لإقصاء الآخرين من الساحات .. وليس بالضرورة أن تكون هناك فواصل المحرومين وفواصل المنتفعين .. فلو تفاهمت الأنفس وتحابت وطابت فإن الأرض تتسع الجميع .. ولو تواضعت الذوات بخالص النوايا وماتت حالات الجشع في قلوب الطامعين والناهبين لظهرت في الأرض ملامح السلام ..  فمتى يحين وقت التعقل في تناول الأحداث من كل الأطراف في الساحات ؟؟ .. فجلسات لقاء وتفاهم واتفاق خير ألف مرة من حالات النزاع والحروب والفتن والدمار والاقتتال لسنوات وسنوات .. ويا ليت العقول تأخذ المسارات في توجيه الأحداث لتنهي حالات الفتن الشديدة .. ومن المعروف أن الفتن التي تخمد بالمفاهمة والاتفاق والأخذ والرد تكون صالحة وأبدية .. أما تلك الفتن التي تخمد بالقوة والكبت فإنها كالنار في باطن الجمرة تظل كامنة لتشتعل من جديد بعد حين .. ويا ليت القوم يعلمون . 

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 95 مشاهدة
نشرت فى 18 مارس 2014 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,860