بسم الله الرحمن الرحيم
صـدفةَ الأحباب عنـد البــاب !
قادم مع الذكريات ..
تخطى أسوار الزمان ..
روعة إطلالة أعادت أحلام الاخضرار ..
وشفافية سحب تحمل نعمة الأسرار ..
تلك روعة الماضي الذي تعلق بالجدار ..
نعمة طيف كان حلماَ في ذروة الانتظار ..
يوم بكى العمر وقد غاب البدر عن المسار ..
كان ذاك العز في مدار جمع القلبين في خيار ..
والبين كان وداَ واثقاَ لا ينتهي بالانشطار ..
إذا اشتكى قلب تعانقت القلوب في الجوار ..
وإذا لاحت فرحة تلاحقت الفرحة كالقطار ..
عروة صدق كانت تبعد الشكوك في المسار ..
ونعمة أحوال كانت تطرد الظنون بالإضمار ..
حتى كان ذات يوم اختفى القمر فجأة عن الأنظار ..
دون بادرة توحي أو تبرر الويلات بالأعذار ..
وتعاقبت السنين بليال تشتكي من قلة الأقمار ..
وضاعت الفرحة في نفوس تجاهر بالانكسار ..
تفقد الحيلة في بوصلة تخلط الليل بالنهار ..
وقد حكم الزمان بمرارة الحرمان في عمق الديار ..
حتى جاءت الفرحة بعد سنين الجدب والانحصار ..
حين التقينا مصادفةَ عند باب من الأبواب ..
روعة لقاء أعادت مياه الأمـل للأحباب ..
العين في العين وذهول ناح بالاضطراب ..
لمسة قلب لقلب وأشواق تلاحق بالإعجاب ..
أعظم ضربة حظ ما كان يوماَ في الحساب ..
صمتت فيها شفاه وقالت أعين فصل الخطاب ..
شعر ونثر وبيان ودرر من علامات الكتاب ..
كيف حالكم وأحوالكم وأين أنتم يا أولي الألباب ..
ما الذي أبعدكم عنا ؟ وما الذي أحل لكم قتلنا بغير أسباب ؟ .
قالت تلك سيرة حملت أسراراَ في الجوف فاكتفينا بالانسحاب ..
ولو تمادينا في الدرب لكان هلاكاَ يجلب الموت للرقاب ..
فقلت مرحباَ بموت يجمع في القبور هياكل الأحباب ..
فذاك خير من حياة تجلب البؤس وتكتفي بالاكتئاب ..
والموت موت إذا طال أو دنا بعده لا بد من غياب .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش