بسم الله الرحمن الرحيم
الحسـن المكتفــي بالنظــر !!
قـال : لما المسافات ولما السياج التي تمانع بالكبر ؟..
فقالت : ولما القمر ذاك البعيد مـدى الدهـر ؟..
قـال : تلك وصمة كبرياء فكم يليق التواضع بالقمـر ..
فقالت : لو تواضع القمـر لتدنى معياره بذلك القدر ..
قـال : عجباَ وهل يعيب الدرر الإعجاب بالنظـر ؟..
فقالت : وما العجب في محاسن تفاضل البشر عن بشر ..
قـال : ذاك التواضع للبرق حين عانق السحب جاء بالمطر ..
فقالت : وذاك هو المحك الذي أسقط المطر ليكون في الحفر ..
قـال : لو تسور أهل المحاسن بالحسن لكان فيه جملة الضرر ..
فقالت : وذاك قمر تسور بالحسن منذ الخليقة وما زال يكنى بالقمر ..
قـال : ولكنه بخيل لا يجازي العناق بالعناق دون النظـر ..
فقالت : يكفي أنه قـد تنازل لحظة لأعين تسحر بالخطر ..
قـال : تلك أعين تعشق الحسن ولم تقتل النهر والزهر بالسحر ..
فقالت : وتلك أشجار تهاوت وأنهار تبخرت وتلك من موبقات البشر .
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش