بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

الخفايـا خــلف الضبـاب   !؟؟؟

يسمعك جيداَ ويفهمك جيداَ ولكنه يدعي بأنه لم يستوعب الأمر كلياَ .. أو يدعي بأنه في وضع الضعيف الذي يفقد الحيلة ..  ثم يراوغ ويتحايل ليصل لغاية هي مبرمجة في أجندته الخاصة ..  تلك الظاهرة أصبحت شائعة في تعاملات الناس وتعاملات الدول في هذا العصر  .. ويظن البعض أن المحصلات إنما مردها نتيجة الجهل أو قلة الإدراك من الآخرين بالضرورة ..  وهي ليست كذلك .. إنما الأمر نوع من أسلحة التحايل التي يستخدمها عالم اليوم في تنفيذ أجندات مبرمجة وسط ضبابية متعمدة ومقصودة   .. والأغبياء فقط من الناس هم الذين تسري عليهم تلك الحيل .. فيجتهدون بجدية مفرطة لتوضيح الحقائق ..  وكأن تلك الحقائق غائبة عن الآخرين .. فنرى كل المبذول منهم عبر السنوات مجرد فزلكات وهفوات صادرة من عقول صغيرة .. تجتهد وتجتهد في الفارغة ..   تلك العقول التي تظن أنها فاعلة وهي ليست فاعلة .. وأصحابها دائماَ وأبداَ يحرثون في الهواء بتكرار المحاولات تلو المحاولات بمعدلات يائسة وبائسة .. لعبة عمالقة في مواجهة أقزام .. ولعبة الإيحاء تلك بالبراءة تجيدها دولة العدو إسرائيل بدرجة الامتياز  .. وفي المعية دول أخرى بدأت تأخذ نفس المسار ..  والآن نشاهد الحصان الفارسي يمارس نفس التكتيك  بكفاءة عالية ومهنية متقدمة .. تلك أسواق التحايل أصبحت بأصحابها في النادي الدولي .. روادها دول تجيد التمويه والتعامل بظواهر تغاير البواطن .. كما أن هناك في المعية أيضاَ بعض الجماعات الطائفية التي تتخذ صفة المقاومة .. فإنها تضمر النوايا البعيدة تحت أغطية من الظواهر البريئة لتكون لها شأنها الخاص ذات يوم .. ولم تسلم منها أيضاَ تلك الجماعات الانفصالية في أنحاء العالم .. فهي في بديات هباتها تظهر النوايا الحسنة التي تستجلب العطف والتعاطف بالادعاء بأنها مهضومة الحقوق وأنها تريد نوعاَ من الخصوصية التي تحق حقوقها .. ولكن في أعماقها أجندات هي كبيرة للغاية تتعدى مفهوم الاستجداء المؤقت .. وخلفيات النوايا المبطنة لديها كبيرة وخطيرة للغاية ..  ولذلك فتلك الجماعات الانفصالية أينما تواجدت تجد المواجهة والحروب ..   فإذن الظاهرة الشائعة في عالم اليوم تؤكد بأن الكل يجتهد في تنفيذ الأجندات المرسومة والمخططة لها مسبقاَ في أجواء من الضبابية الخادعة المضللة للعالم .. تلك الضبابية التي تظهر النوايا الحسنة وتبطن النوايا السيئة .. وتلك المخططات الجهنمية لا تسرى على أصحاب العقول الكبيرة التي تعرف الأسرار والنوايا جيداَ .. إنما تسري على مجموعات كبيرة من البشر .. والتي ما زالت تتعامل بمفهوم النوايا الحسنة .. تلك النوايا التي فقدت مدلولها ومفعولها في قواميس العصر الحديث .. ومن تلك النوايا المفرطة في الغباء بدرجة عالية للغاية ما حدث ذات مرة عندما تعامل البعض في قضايا مصيرية خطيرة من منطلق العواطف الغبية التي تماثل نوعاَ من أحلام الأطفال حيث شعار ( العمل من أجل الوحدة الجاذبة ) .. وتلك كانت من أكثر البنود المضحكة في اتفاقيات مصيرية بين فرقاء تحاربوا لفترة شارفت على القرن  .. وما كان يرد ذلك الشعار الغبي في عقل عاقل في أن يرغب في الوحدة من يحارب قرناَ من الزمان من أجل الانفصال .. ولكن تلك كانت معركة أذكياء يبطنون النوايا الظاهرية الحسنة في مواجهة أغبياء يتعاملون بالبراءة .. والعصر عصر الأذكياء بالمعنى الأكيد .. وكان ما كان وجرى ما جرى .. وللتاريخ أن يتحمل بباقي الحكاية .. وما زال في الأمة العربية اليوم من يجيد الإصغاء لبوادر النوايا الحسنة في التعاملات المصيرية وغير المصيرية مع العالم  .. واللدغة متاحة من نفس الجحر مئات المرات والمرات .. والمحصلة في النهاية كالعادة هي الضحك على الأنفس ..  ثم الإحساس بذاك الإرث الكبير من التخلف في العقول التي لا تملك التفكير العميق  . 

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 98 مشاهدة
نشرت فى 4 ديسمبر 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

766,303