بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم

مناهل العلـم كالفيحاء  ومناهل الجهل كالرمضاء     !.!!!!!!!

سبحان الله .. ما وجدت في إنسان محاسن الأخلاق ورقـة المعاملة وصحبة المعاني الراقية السامية التي تجلب السعادة للآخرين إلا وهو ذلك الإنسان في معيـة العلم والمعرفة والثقافة .. وما وجدت في إنسان العيوب والمكدرات وما تجلب المنقصة للأنفس وللآخرين إلا وهو ذاك الإنسان الجاهل الذي يدعي كمال العلم بغير علم  .. وهو ذلك الإنسان المنساق بالفطرة وراء الأنـا .. ويجتهد بأنه يدري وهو لا يدري .. والعجيبة أنه يتفاعل عكسياَ في معادلة حسابية محيرة .. فكلما تعاظم في مقدار الفظاظة والغلاظة والتكبر والتجبر كلما تناقص علمياَ وثقافياَ وأخلاقياَ وسلوكياَ .. ومن السهل جداَ الحكم على مثل ذلك الإنسان ومدى ثقافته المعرفية والأخلاقية فقط من حصيلة تصرفاته وسلوكياته .
         العلم والمعرفة والثقافة تسمو بالإنسان فيبحث عن مواضع التواضع والجمال في السلوكيات  ..  والجهل والغرور وقلة الذكاء وقلة الحكمة تهبط بالإنسان فيرتاد مرديات الأخلاق حتى يوهم بِأنه صاحب شأن ..  وشتان بين إنسان وإنسان .. فذاك في مقام الملائكة معظم بجلال العلم وجمال الأخلاق حيث قبس العلم والمعرفة .. وهو في نفسه يملك الثقـة .. وذاك في مقام المغرور غرور الشيطان .. حيث التيه في دهاليز الجهل والظلام .. ودائماَ هو في محنة عن ذات يشتكي النقص .. ويشتكي من معيار دوني يفقد الأعلى ..  فيجتهد بالغلاظة والفظاظة لإيجاد ذاك المعيار  .. فتحدثه النفس بأن يلفت الانتباه بما يملك وبما لا يملك .. وهو في الغالب لا يملك ..  وتلك المكانة التي يفقدها لدى الناس هو يجتهد بأن يوجدها بمساوي الأخلاق .. وكان الأجدر به أن يكملها بالمحاسن .. ولكن هو عن ذلك أجهل .. وكلما أنتفخ في صورة الوهم من الفظاظة والغلاظة يوجد لنفسه صورة مشوهة قاتمة تمثل العنوان الصحيح له ..  ويفعل ذلك بغفلة في سياق الجهل أيضاَ .. وتلك الصورة القاتمة قائمة في كل المسارات وتأخذ نفس المعيار .. فجماعات التطرف الفكري أو المذهبي أو الطائفي أو العنصري أو التصوفي أو الإلحادي نجد أفرادها تعاني من قلة شديدة في المعرفة والثقافة والعلم .. وهم عادةَ يوجدون جدراَ من التقوقع الذاتي التي تمنع كلياَ حالات المرونة أو الأخذ والرد .. كما أنهم يحجبون بتعمد ظواهر التلقي والمعرفة الصحيحة .. ولذلك فإن الاجتهاد في معالجة أفراد تلك الجماعات المتعصبة لا يجدي .. وفي الغالب هم يرتحلون للآخرة بمعية الجهل والانغلاق .

ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 243 مشاهدة
نشرت فى 22 يونيو 2013 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

765,404