بسم الله الرحمن الرحيم
الذين يملكون الكثير ثم يجهلون ؟.؟؟؟؟
في لحظة من تلك اللحظات التي تدمي لها القلوب قال .. خذوا كل ما أملك في هذه الدنيا من أموال وقصور وحدائق ذات بهجة ثم أمنحوني فقط درهماَ من العافية .. ذاك حال البعض الذين يملكون في هذه الدنيا الكثير مما لا يملكه الآخرون .. وهناك الآخرون الذين لا يملكون الكثير من حظوظ الدنيا .. ويركضون ليلاَ ونهاراَ خلف ذاك الكثير .. بينما هم يملكون الكثير والكثير من صحة وعافية ثم لا يكترثون .. نعمة متاحة بغير أجر أو مقابل ثم لا يشكرون ولا يذكرون .. الله الخالق برحمة منه عالية وفضل عظيم أوجد وأتاح تلك النعمة العظيمة ..
( نعمة الصحة والعافية ) .. والإنسان قليلاَ ما يذكر أو يشكر تلك النعمة .. بل نجده عادةَ لا يبالي متى ما توفرت تلك النعمة .. ناكراَ متناسياَ تلك الأفضال ويشتكي من سوء الأحوال بغير حمد أو شكر .. جدل في الإنسان يمثل أقصى درجات الإنكار والجحود .. ولو علم الإنسان مقدار ذاك الفضل من واهب لا يطلب مقابلاَ أو أجراَ لقضى الساعات ساجداًَ أو قائماَ .. ولكن هو ذلك الإنسان .. اللوم منه مسبوق .. والشكوى منه متلاحقة .. والتقصير منه هو ذاك التناسي بالإنكار والجحود .. ثم نجده ذاك النهم الشرس الذي دائماَ وأبداَ يريد المزيد والمزيد .. ثم إذا تعطلت عدة من عدد الصحة والعافية نراه وقد انقلب شاكياَ باكياَ يلعن الحظ في هذا الوجود .. في لحظات ينكر كل الماضي .. ذاك الماضي الذي كان بمعية الحظ ولم يكن منه الإقرار .. وقد دام الحظ معه السنين والسنين في رفقة الصحة والعافية دون أن ينال منه الحمد والشكر .. وعندما يميل الحظ تلبية لحكم للأقدار نراه يسخط ويلعن الحظ .. والإنسان هو ذاك الجدل .. { وَكَانَ الْإِنسَان ُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا } .. أحدهم يملك كل الحواس ولا تشتكي الحواس فيه من علل ومع ذلك نراه لا يزال يشتكي ولا يحمد الله .. وآخر يفقد بعض الحواس أو بعض الأطراف ثم يملك الصبر ويكمل اليوم حمداَ وشكراَ لله .. فهنا نجد ذاك القياس الذي يأخذ بالألباب بين إنسان وإنسان .. أحدهم يجد التوفيق بالصبر وقد ينال الرضا من رب الأرباب .. والآخر هو ذاك الشاكي المتباكي .. إذا أعطي تناسى وإذا حرم تباكى .. وتلك هي قمة النكران وعدم العرفان .. ونكران الفضل من علامات الجحود التي توسم صاحبها باللؤم والقباحة والخباثة .
ـــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش