جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بسم الله الرحمن الرحيم
السفـر بـلا عـودة !.!
ذلك المتيم يرتحل واليد تمسك أنامل الفجر .. ويبتعد بالخطوة بعد الخطوة نحو الآفاق والفضاء .. ثم يلتفت مرة تلو أخرى ليرى من يلاحق بالوفاء .. فلا يجد إلا ملامح اللعنات ومدلولات الجفاء .. والعشم في القلب أن يستمع من يلاحق بالنداء والتلهف والأشواق والرجاء .. فإذا بالذكريات فقط تصدق بالملاحقة لتمثل البواقي في الإناء .. وتلك أجراس الحنين تدق لترقرق العين بالبكاء .. وذلك النكران من أهل الوفاء خنجر يطعن الكبد بالطعنة النجلاء .. وتضاءل الجسر بين البين وانكمش حتى أصبح قزماَ من شدة البلاء .. والخطوات قد عادت للرحم بعد ولادة دامت السنين والسنين بالهناء .. لتوجد محراب جدب وقحط يلفح القلب بالشقاء .. ثم آثار لأقدام شيطان مارد لامست مواقع الطهر بالرياء .. والقلب تناصف نصفين نصف يراوده الحنين ونصف يتهرب من لفحة الرمضاء .. وتلك نحـلة ذات شهد تمردت لتشير بالشوكة الحادة والعداء .. ورغم ويلات الجفاء فإن القلب حين ذاق نعمة الشهد مازال يقسم بالولاء .. فيا أيها الظالم كم أسقيتني خمر المرارة رغم أني ذلك المخلص في زمرة الأخلاء .. قاسية تلك القلوب حين تخلو من نعمة الرحمة واللين والوفاء .. تفرش الكف برحاَ لتقبض قلب المحب قبضاَ مشوباَ بالغدر والجفاء .. ثم تعصر القلب بقسوةَ حتى يقول القلب كفاني عصارة الحزن التي تنذر بالفناء .. أطلقوا ساحتي فإني مللت الظلم ومللت من كثرة الطعنة النجلاء .. والعشم أن يعود الماضي حيث الغيث والرحمة بعد الجدب والقحط والرمضاء .. ولكن ذلك الطوفان من صدود يمنع التلاقي وينادي بالرحيل من أروقة النبلاء .. وتلك الأيدي تنذر بالزجر والتهديد وتشير بالرحيل دون نظرة للوراء .. فإذا بالمرارة والقسوة تجتاح صفحة القلب بالحزن وتهلك العين بدموع البكاء .. وذلك الكف أصبح خاوياَ من باقة ورد أسقطتها لعنة الغضب في سلة الأشقياء .
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .
ساحة النقاش