بسم الله الرحمن الرحيم
ورقـة مـن مـذكرات شهيـد ؟..؟؟؟؟؟؟
أخي كم اغتسلنا بماء الدموع .. وتقاسمنا آلام المحن .. وجعلنا أنفسنا تروساَ لطعنات الأعداء .. وكم عشنا بين أمواج الحياة تقذفنا الأقدار حيث شاءت .. وهناك في محن الأيام ولدنا والتقينا وتعارفنا .. وترعرعنا حول حافة البراكين نشتم روائح الحمم .. اسمك مجهول لدي إذا لم يكن يوماً في قائمة الشرفاء بجدار الخنادق .. واسمي هو ذاك الذي تجهله إذا كنت غائباً من ساحات الفداء والنـداء .. فكم رجمنا الأعداء بالموت .. وأرجفنا دواخلها بالتكبير والتهليل .. وكم تسابقنا لأعراس الشهداء بحور العيون .. وكم حفرنا بأيدينا قبور الشهداء .. وكم دفنا سوياَ جثامين الأخلاء والأصدقاء .. هم الأحبة أصواتهم قد رحلت وصداها تأبى الرحيل عن الأذهان .. وهم رفاق الخنـادق في مواجهات الظلم والجبروت والإلحاد .. كيف ننساهم وقد تقاسمنا معـاً لقمة خبز ناشفة طعمها طعم عرق الجهاد في قلب الخنادق .. والعهد كان فيما بيننا أن يكون فينا السابقون وفينا اللاحقون .. فمنا من قضى نحبه ومنا من ينتظر وما تبدل احد تبديلا .. والعشم من الله دائماً وأبداَ أن ينالنا إحدى الحسنيين .. خنادق الشرف للمسلمين دائماً طاهرة ومقدسة .. فهي منابر التلاوة للقرآن الكريم .. وفيها منابر الصلاة والقيـام .. وهي ليست كتلك الخنادق التي يتخذها الأنجاس والكفار للاحتماء وقضاء الحاجات .. فهنا منابر النـور والجهـاد .. وهناك منابر الفسوق والإلحاد .. وخنادق الجهاد في سبيل الله ربوة ذات قرار منها الانتقال لمراحل الجنان .. وخنادق الكفار والإلحاد شفا حفر من نار تمثل معبراً لجهنم وبئس القرار .. والمسلم المتعافي تحدثه نفسه دائماً بالجهاد حتى ولو كان على فراش الموت .. وهو لو مات متمنياً الجهاد بالنية مثاب .. في مواقف الرجال والجهاد أنشد الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة ورفاقه الكرام بتلك الآبيات المشهورة .. يقول وهو يحمل الراية في مؤتة :
يا ربّ لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدّقنا ولا صلينا
فأنزلـن سكينة علينـا وثبّت الأقدام ان لاقينـا
ان الذيـن قـد بغوا علينا إذا أرادوا فتنـة ألبنا
يـا حبذا الجنة واقترابها
طيبـة وبـارداً شرابهـا
والروم روم قد دنا عذابها
كافـرة بعـيدة أنسابهـا
علـي إذ لاقيتهـا ضرابها
أقسمت يـا نفس لتنزلنـه
لتنـزلــن أو لتكرهنــه
إن أجلب الناس وشدوا الرنة
مالـي أراك تكرهين الجنـة
قـد طال ما قد كنت مطمئنة
هـل أنت إلا نطفة فـي شنه
يـا نفس إلا تقتـلي تموتـي
هـذا حمام الموت قـد صُلِيت
ومـا تمنيت فقـد أعطــيت
إن تفعلـي فعلهمــا هديـت
ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش