بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

بسم الله الرحمن الرحيم  

(  قصــة ) الأقــدار بيدها القــرار     ؟..؟؟؟؟؟؟؟؟؟



العين تشير بعتاب واللسان يستعد لاتخاذ القرار .. وهناك علامات توبيخ تلوح في المدار .. ويكاد الأمر أن يفضح بشجار ..  وعاصفة تنذر بالانفجار .. والرسالة عبر الهاتف كانت مبذولة باختصار .. ولكنها تعني الكثير من الأخطار .. وكانت فقط حروف قليلة في العددية .. وشديدة في المعنى .. جملة واحدة قوية وهي ( أريد أن التقي بك في الحال  )  ..    وواضح أن السحب تنذر بوابل من الأمطار .. وواضح أن هناك تمشيط في الحسابات .. وتلك تجربة هو يعرفها في الماضي .. ما ناله منها إلا المزيد من الانشطار . 

    والآن في باحة روضة التقى الاثنان وجلسا بعد طول انتظار .. والمواجهة بين ساحل بعلامات بركان توشك على الانفطار .. وبين ساحل يتمهل ليكون ضاغطاً على كوامن الأعصاب بالاعتصار ..
والوعد ما زال قائماً منه أن يكمل سوياً ذلك المشوار .. أما لماذا لم تتم الخطوة حتى الآن وبعد تلك  السنوات التي امتدت واشتكت .. ومرت تحت ستار المراوغة والوعود الجوفاء التي لم تأتي يوماً بالثمار ..  فتلك هي المحنة التي من أجلها طلبت سرعة اللقاء .. تريد أن تبحث فيه معه الدليل والبرهان .. وهناك ألف دليل وألف برهان .. ولكن بالنسبة لساحل ثائر ما هي إلا حجج واهية سمعتها ألف مرة .. ومل الساحل من كثرة التكرار .. وجاءت هنا تريد الجديد في مشوار الوعود والالتزام .. ولكن السر في زمن يقسو بوتيرة ثابتة  ..  زمن لا يعرف التراجع أو التشفع بالاسترحام .. والظروف تشكو بمعدلات تضاعفية .. ليكون اليوم أكثر محنة من الأمس .. وكل شئ يتعالى في الأسعار .. وقد نجد لها المبررات في ثورتها وفورتها وقد ملت من طول الانتظار .. ولكن الزمن والظروف لا تعدل في مسار حياته .. وحقيقةً أن كثرة الوعود هي مذلة للواعد قبل أن تكون مذلة للموعود .

                       أظهرت علامات الثورة على وجهها ووقفت فجأة لتعلن لحظة الانفصال .. وقالت بالحرف الواحد من اليوم فصاعدا لا تراني ولا أراك .. وكل يرتجي سبيله بالكيفية التي تناغم الظروف والمحن .. جرأة في قرار مسبوق ومتخذ بالليل قبل النهار ِ.. وقولة بعد أخذ ورد مع الضمير ومع النفس .. وقرار بعد تفكير رجحت فيه كفة الابتعاد على كفة الاقتراب ..  والتخلي عن شراكة ما زالت تحت التأسيس .. قال لها في يأس ِ: هل اللوم على محكوم حكمت عليه الأقدار .. ام اللوم على صابر يترقب الفرج ويرتقب النهار ..  فقالت إنما اللوم على شباب يوشك أن يفوته القطار .. والعمر يتوالى ولا يقبل الانتظار .. وقد أوفي القلب بالإمهال وخرج من دائرة اللوم والعتاب .. وكان الأمل أن يكون الصبر لعام أو لأخرى .. أما أن يكون المصير في كفة الأقدار حتى نهاية العمر فتلك خطيئة تستوجب الاستغفار ِ.. واللبيب من يجتهد في ملاحقة رحلة أخيرة في مسار القطار ِ.. ثم أردفت وقالت لن تراني بعد هذا اليوم حتى الممات ., فتذكر صاحبنا كلام ذلك المغني الذي يقول :

 

أنـا عــارف خصـامك والثورة في كـلامك

ذاك ليس من جـو قلبك ولكن كـل على لسانك

 

                   فقال لها : ومع ذلك سوف آتي يوماَ لأهلك .. والتقي بأبيك وأقول له جئت اليوم أطلب يد كريمتكم على سنة الله ورسوله .. تلك الوفية التي لن تراني حتى الممات .. فضحكت من الأعماق .. وقالت له أنت هكذا دائماً تعرف الطريق لقلبي .. فكم أجد القلب ينحاز لجانبك ويقف ضدي .. وكم أجد الضمير ينازعني فأتراجع عن قراراتي .. ثم أضافت قائلة : سوف ِأتصل معك بالتلفون غداً في الموعد المعروف ثم غادرت مسرعة وهي تبتسم بهمس ِ.

 

 

ــــــــــــــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

 

 

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 189 مشاهدة
نشرت فى 30 أغسطس 2012 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,121