بسم الله الرحمن الرحيم

تـلك أحرف فوق أجنحة الملائكة   !!

هل علمت لماذا أراد الليل أن يكون سراً ؟..
يمتطي فرس الصمت ثم يتسلل لواذاَ في الأبدان ..
متوارياَ كنسمة خجولة تثير المشاعر في عوالم الرضوان ..
عوالم سحر ترسل القشعريرة في مجاهل السرائر والوجدان ..
تدب خفيفةً حريريةً ناعمـة تتناعس بالأجفان ..
والرسم طيف يلاعب الخيال في صـورة حور الجنان ..
أحاسيس دافئة تغطي أحلام القلوب بألوان الألـوان ..
كالنهـر ينسـاب رويداَ ليسقي سـواحل العطشـان ..
برفقة نواقيس تدق سحـراَ بأعـزب الألحــان ..
ترسل نغمات شجية لعوالم خلف أسرار الأكوان ..
فإذا بالقلوب ترقص طرباً وتبالغ في الخفقـان ..
مشاعر طرب عزيزة لم تخطر في قلب إنسان ..
وإبداع فنان عبقري يجيـد الرسم بالألـوان ..
يتلاعب باليـراع ويجسد الخيال بلمسات البنان ..
ليوجد لوحة فيها تنساب أنهـر بالجريـان ..
وفيها ملائكة ترفرف فوق مـروج الجنـان ..
خـلائق عزيزة من خلائــق الرحمـن ..
تتسامى سمعـا وطاعــةَ لله دون عصيان ..
سرائرها تشف براءة وفطرتها لا تلتقي بالنكران ..
تساند الضعفاء حين يبكي الضعفاء بدموع الأجفان ..
والليل يساند بالستر حين يغطي الأسرار بالكتمان ..
فكم في الليل من ضاحك ينتشي وكم فيه من يبكي بهجران ..
سارح في منابـر الخير ومعربد في منابـر الشيطان ..
جدل يضع المعيار قسطاَ بين عوالم الروح وعوالم الخذلان ..
وهذه أحرف تشف زجاجية لترقص طرباً من روعة البيان .

ـــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد