بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وا إســـلامــاه ؟..؟؟؟؟؟؟

 

يسأل التاريخ عن حاضر الأمة الإسلامية  .. بعد أن غاب التاريخ في أعماق الأزمان وعاد ليستمع  .. ويريد أن يسمع من جديد عن أمة أكرمها الله وجعلها خير أمة أخرجت للناس   .. أمة اتخذت في الماضي العقيدة منهاجاً متكاملاً في كل نواحي الحياة الدينية والدنيوية .. وخرجت بعقيدتها السمحة إلى مشارق الأرض ومغاربها .. لترسم بساطاً أخضراً من نور الحق يمتد من أعماق أوروبا إلى مجاهل الجزر في كل محيطات الأرض ..  ناشراً العدل والمساواة والحق بين البشر .. ثم بدأت تتراجع مساحاتها عندما تراجعت عن الحق وتراجعت عن إتباع سواء السبيل .. تراجعت عندما آثرت الحياة الدنيا عن الآخرة .. كانوا في البدايات خلفاء راشدين مرشدين بدين الحق .. همهم الأكبر نشر العقيدة في أرجاء المعمورة ..  ثم تحولوا مع الأزمان إلى طلاب سلطة وطلاب دنيا .. والآن في معظم الساحات فإن العقيدة يسمح بها اسماً دون أن تكون دستوراً .. وحتى في ذلك الاسم يدور الحوار اليوم حول صحة أو عدم صحة تواجد ذلك الاسم .. والممارسات العقدية أصبحت الآن محصورة حول حمى الأفراد دون أن تكون إلزاماً في المجتمعات ..  وحتى في ذلك فإن الفرد يناكف حتى يترك دينه  إن استطاعوا .. والدساتير التي تحكم معظم الأمم التي تسمى بالإسلامية الآن هي دساتير وضعية تتجنب الاقتران بأحكام الشريعة بقدر الإمكان لحكمة فيها إرضاء الشيطان .. وإرضاء الأعداء .. والامتثال لنظريات العلمانية التي تحاول أن تتنصل من العقيدة كلياً في نهاية المقام  .. وكل ذلك يدخل تحت مسميات الأمة الإسلامية .. والعلة في ذلك أن المقاليد أصبحت فالتة منذ سنوات ما قبل الفاطمية .. ومراحل كثيرة شوهت فيها صورة الإسلام والمسلمين .. وتحت مقولة أنه ما دمنا في سلاطين الوصايا فمن الهراء أن ينطق أحدنا بكلمة ( لا )  .. وهي كلمة أزيلت من القواميس لأنها لا تتوافق مع أمزجة البعض ..  والحقيقة المفروضة فرضاً على الأمة من الخارج ومن بعض أبناء المسلمين أن تتحقق المقولة الشهيرة ( ما لله لله وما لقيصر لقيصر ) .. وبعبارة منمقة قليلاً ينادي البعض بضرورة  ( فصل الدين عن الدولة ) .. والغاية في النهاية لا يخفى على أحد .. فصل ثم هجر ثم إمحاء كلياً من الوجود ..  وتلك غاية يطلبونها منذ قرون كثيرة .. إلا أن العقيدة الإسلامية حتى عند انحصارها في سلوكيات الفرد المسلم كعقيدة سليمة فإنها تقود إلى قوة تواجدية عجيبة بغير دساتير او مناهج  متبعة في الدول الإسلامية .. ومن فضل الله سبحانه وتعالى أن جعل الدستور الإسلامي مرناً بدرجة تثبت معجزة ربانية عالية  ..  فبمجرد أن يطبق المسلم سلوكيات الإسلام في نفسه كحد أدنى إلا وقد كان الإسلام دستوراً مفروضاً في المجتمعات الإسلامية من تلقاء نفسه .. مما يعطل الدساتير الوضعية ويجردها من الفعالية ..    ويجعلها مجرد دساتير مكتوبة لا تعني كثيراً في المجتمعات الإسلامية .  وهناك مثلاً قوانين تبيح بيع الخمور في بعض بلاد المسلمين وهي وضعية .. ولكن عندما تتمكن العقيدة من الأنفس نرى تلك الأماكن وقد اشتكت من قلة حيلتها حيث الندرة في من يردها .. إما خوفاً من الله أو استحياءً من الناس .. أو لأن الصفة لا تناسب نعت المسلم الصحيح . فالقوة هنا مكتسبة من العقيدة نفسها وليست من الدساتير المنهجية .. والآن نرى في الساحة فصلاً تجادلياً عنيفاً حتى من أصحاب الأحزاب الإسلامية نفسها والتي نالت أصوات المسلمين بأكثرية .. فهي مترددة في خطوات اتخاذ الدستور الإسلامي منهجاً متكاملاً .. لأنها تخاف من العالم ولا تخاف من رب العالمين .. ومجرد خوفها يعني عدم أهليتها لصفة القيادة .. مولود يخرج ميتاً من رحم الفضيلة .   

ـــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد     

 

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 140 مشاهدة
نشرت فى 13 أغسطس 2012 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

778,922