بسم الله الرحمن الرحيم
الغزالة مــن أرض الشـمال ؟..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا ذلك السجين الشارد المتحرر من كوابح القيود والأغلال .. أمسك أنامل الفجر وأسافر مبتعداَ في عمق الخيال .. وأحلق مع الأثير في متاهات فوق عوالم المثال والجمال .. أهرب جامحاَ متمرداَ أرفض مناسك الأعراف والشروط والأحوال .. فتلك سياج الأخلاق والآداب تحدني أدباَ وتلك حروف النهي والامتثال .. أبتغي وادياَ يقبلني طائعاَ حين أرقص حراَ فوق كثبان الرمال .. لا زاجر يزجرني ولا مانـع يملك المقدرة في الاقتتال .. بعيداً تتلاقى الأعين بغمزات وتتصافى الأفئدة في رقة ودلال .. عوالم حرة تبيح لقاء الأبدان بالعناق والقبلات في سجال .. ومشاعر البين خيوط تنسج وشاج المحبة لتحيط الأفئدة بمتانة الوصال .. وخواطر الود تتوافر إخلاصاَ في عروة دون ذلك الشرخ والانفصال .. وقلبي يتوق لغزالة ترعرعت في ضفاف الفراديس بأرض الشمال .. تلك التي شربت محاسن الصفات من غدير العفة والبراءة والكمال .. ونالت وسام الطهر والعفاف حين قالت الألسن عنها درر المقال .. هي سليلة الأشاوس ابنة ملوك وادي النيل أهل الكبرياء في الحل والترحال .. هي لوحة الفجر تشع بياضاَ مخلصاَ يتعالى عن الزيف والافتعال .. وتتصافى ناصعاَ كالندى حيث البراءة من سيرة الأوحال .. تجرأت بالقول عنها حين أبحرت في سيرتها رغم الهيبة والإجلال .. وذاك اللسان قد تطاول وفاض في المحظور بأحرف تنذر بالويل والوبال .. ولكني مللت من كثرة الصمت ومن قيود الأعراف التي تمنع التحليق فوق آفاق التلال .. كم أكتم اللوعة في قلبي ثم أموت كمداَ رغم جراحي مراعياَ حدود الحرام والحلال .. ولا أملك إلا ساحة الخيال ذلك الحلم الجميل الذي لا ينتهي بالزوال .
ــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش