بسم الله الرحمن الرحيم
الهـروب مــن ذكريـات الماضـي ؟؟..؟؟؟؟
كالأثير يتوارى خلف ضلوع الأسرار .. ماحياً كل أثر كان يوماً فوق أرفف الجـدار .. وخلسة يتسلل من أمنيات الماضي الذي فات مع أدراج الرياح .. ويكتم اللوعة في صمت ثم يدفن بقايا الدموع في عمق الجراح .. يمزق الصفحة تلو أخرى ويغسل ما تعلق في جدار القلب من ذكريات .. ويبني حائط صد ونسيان ليحجب الماضي بكتمان .. ويصـر حتى يكون الاسم هو ذلك المجهول في لوح البيـان .. أزيلت الأحرف منه فأصيح اليوم فلان بن فلان .. عابر سبيل يقطن أرضاَ بغير اسم وشارعاً بغير عنوان .. ويأخذ الحيطة والحذر من نفحـة عطـر قد تهب فجأة من عبق من الزمان .. فيجمح القلـب طرباً وينسى أيام الشقـاء وينادي بالأمـان .. وكل أثر من الماضي يفطر القلب كشاهد القبر الذي يجدد الجرح الذي كـان .
كم يتمنى لو أنها كانت نزعة هلوسة من نسج الخيال .. أو كانت قصة سراب اختفت عند الحقيقة في عمق الرمال .. أو كانت أضغاث أحلام تلاشت عند فجر يهزم الحلم في قتـال .. أو كانت محنة فرية تقطعت أوصالها وتقطعت فيها الحبال .. أو صار مجنوناً يتقي آلامه باللهو ثم يرمي اللوم في الأوحال .. ناسياً متناسياً حافياً يسابق الجـن خلف الجبـال .. وتلك الأماني كلها حلم والحلم أبداً لا يفي عزم الرجال .
ــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
ساحة النقاش